الفكرةُ انبثقت من اللاشيء.. توشكُ فكرةٌ أن تستضيءَ بعتمةِ الأزلِ البعيدِ تصيرَ أبيضَ من سذاجةِ لحظةٍ أولى وأوحشَ مِن خيالِ الظلِّ .. انبثقَتْ من اللاشيء ..! وانصهرتْ مع الأشياءِ هذي الفكرةُ العمياءُ .. لكنْ .... حين جازتها الغمامةُ أبصرتْ فيما يرى الموتى حقيقَتَها .. فكانتْ .. قبل بدءِ البدءِ مبتدأً ..! وكانتْ .. مُنتهى سفرِ النهاياتِ المؤجّلةِ النهايةِ! لم تكُن فيما يرى الموتى سوى شجرِ النِطافِ معلَّقًا في غابةِ الفلَكِ المُهاجِرِ في سديمِ الغيبِ. بؤرةَ شُعلةٍ .. تستنطقُ الأضواءَ.. لو يهذي الشعاعُ ببعضِ ما اقتَنَصَتْ بديهَتُه من الأسرارِ .. لو بعضُ الجُذى.. شجّتْ برأسِ الكونِ كّوَّةَ فكرةٍ مطموسةِ التأويلِ وانسربَتْ حماماتُ الحضورِ من الغيابِ . الفكرةُ اصطبَحَتْ على نُدَفِ الندى الشفّافِ .. واغتَبَقَتْ رحيقَ الشمسِ في شفةِ الغروبِ. لو أنّها انكشفَتْ على ماءِ البدايةِ ربما انشطَرَتْ طفولتُها البريئةُ .. في مرايا الماء .ِ هزّتْ رعشةُ التكوينِ جوهَرَها الفريدَ وربما انبثَقَتْ معالمُ فكرةِ أخرى من اللاشيء ... وانفجرَ الضياءُ.