** بدأت الانتخابات البريطانية الخميس 6 مايو 2010، وانتهت مع صباح اليوم الثاني، وعندما أدرك رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن حزبه أتى في المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد التي حصل عليها في مجلس العموم - ومع أن حزب المحافظين لم يحصل على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة أكثرية إلا أن براون - دعا كلا من كميرون وزعيم الحزب الثالث (الديمقراطيون الأحرار) “نيك كليغ” للاجتماع والوصول إلى اتفاق يمكنهم من تشكيل حكومة إئتلافية. ** في اليوم الثالث بعد الانتخابات 8 مايو أعلن براون بأنه سوف يستقيل من زعامة الحزب في أقرب وقت مقدماً مصلحة الحزب على طموحه الشخصي وفاتحاً الطريق أمام أعضاء حكومته ليبدأوا هم -أيضاً- مناقشاتهم مع الحزب الثالث في حال فشل زعيم المحافظين - ديفيد كميرون- في الوصول لاتفاق معهم. ** في يوم الأربعاء الموافق 12 مايو أعلن (براون) استقالته من رئاسة الوزراء فاتحاً الطريق أمام كميرون ليدخل 10 داوننغ ستريت بعد أنهى هذا الأخير مناقشاته مع (كليغ) وتوصلا الى اتفاق يتقاسمان من خلاله المناصب الوزارية في الحكومة الجديدة. ** كميرون الذي يبلغ من العمر 43 عاما أخذ في تشكيله للحكومة الجديدة بمنهج المزج بين جميع التيارات داخل حزبه فهو أدخل اثنين من زعماء الحزب السابقين وهما ويليام هيغ HAGUE وإيان سميث c ، كما أسند وزارة العدل لواحد من أقدم الوزراء في حكومتي تاتشر- وميجور، وهو (كين كلارك)- وهذا الشاب القادم من طبقة ارستقراطية- أي كميرون- أعلن في مبادرة غير مسبوقة وبسبب الأزمة المالية التي تمر بها بريطانيا حسم ما مقداره 5% من رواتب أعضاء الحكومة الجديدة. ** كتبتُ في زاويتي هذه على مدى ربع قرن من الزمن الكثير من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومات البريطانية فيما يتصل بالقضية الفلسطينية وسواها- ولكن انتقال السلطة من حزب إلى حزب بهذه السرعة القياسية وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة يدعو الآخرين في بلاد عربية مثل فلسطين والعراق للاعتراف بهذا الفارق الحضاري.