الشاعر الغنائي العراقي عزيز الرسام أرتبط اسمه بالفنان الكبير كاظم الساهر باعتباره غنّى اغلب قصائده مثل أغنيات: «سلمتك بيد الله، وكلك على بعضك حلو، ولا يا صديقي، وسنين وياك متغرب، وشلون أودعك، وعبرت الشط، وإش جابرك على المر»، بالإضافة إلى كثير من الأغاني التي غناها له فنانين عرب معروفين. عن هذه التجربة ووضع الشعر الغنائي ومستقبله في العراق وباقي الدول العربية كان ل «الأربعاء» هذا اللقاء مع عزيز الرسام، خلال تواجده مؤخراً كضيف في مهرجان سبيطلة الدولي في تونس، حيث قدم سهرة الفن العراقي مع مطرب المقامات عامر توفيق. * هل بقى إسم عزيز الرسام مرتبطاً باسم بالفنان كاظم الساهر؟ - لا.. لديّ أعمال أخرى مع كل من الفنان الشاب مهند المحسن بأغاني اشتهرت مثل «العزيز بس بالاسم وسنة ونصف ما أحاكيك» وأيضاً تعاملت مع الفنان صلاح عبدالغفور وفي الآونة الأخيرة مع الدكتور عبدالرب إدريس ولطفي بوشناق وصابر الرباعي وعاصي العحلاني وغادة رجب، يعني لم أقف عند كاظم الساهر. * من بين هذه الأسماء ما هي الأغنية التي أنتشرت أكثر؟ - هناك أغنية حالية للفنان اللبناني معين الشريف بعنوان «المشكلة إنك حبيبي واكتشفت شايلي شر.. وأنا شايّلك مكانة وعزة من دون البشر» هذه الأغنية بعد الاستفتاء هي المنتشرة.. والمهم عندي رسالة لابد من نشرها باحترام، وأولاً بالبحث عن الصفات الثلاث: «الشكل الجميل، والصوت الجميل، والطلعة البهية»، هذا الذي يكمل العمل الجديد ويجعله يطلع، وأنا دائماً أبحث في البلدان عن صوت لمّا يقول آه كل الناس تقول معاه آه. * هل هذه أخر أعمالك؟ - لا.. والجديد عندي هو البحث عن صوت وهذا أهم شيء، لي أعمال أخرى جاهزة أريدها أن تصل للناس حتى يعرفون من هو عزيز الرسام، هل انتهى أم لا يزال موجوداً على الساحة، فدائما أبحث عن الصوت الجديد والصوت المحترم، ولم أجده بعد لأن لا أحد يطرق بابك وهذه مشكلة، قد يتصورون عزيز الرسام «بعبع» وهم يتوهمون، فأنا أبسط مما يتخيلون. * لماذا لم تعد إلى التعامل مع الفنان كاظم الساهر مادمت لم تجد من يعوضه؟ - المنطقة التي بيننا فيها عازل، أنا في منطقة أستراليا ومتنقل من بلد إلى بلد، فلابد من صدفة حتى نلتقي، إذا قررنا التلاقي في مكان ما يكون لديه يوم واحد وهو غير كاف ليجلس فنان مع فنان ليطلعا بنتيجة، إذن تنقلي الدائم كل شهر حيث تجدني مرة في مصر ومرة في العراق، وأنت وجدتني الأن في تونس، المتنقل لا يجد نتيجة. * كيف ترى وضع الشعر الغنائي العراقي بعد الغزو؟ - أحياناً يتحول الشعر إلى قوة بسبب المعاناة التي يعيشها العراقي، صار فيه مسحة حزن كبيرة، لو تسمع الشعر الشعبي الموجود في العراق، أصبحت القضية العراقية في الشعر حالياً، نحن بغض النظر عن الناس المخرّبين الذين يحاولون تشويه صورة الشعر وصورة الأغنية العراقية، بينما الأغنية العراقية بعد السبعينات والثمانينات كانت منورة، كانت جميلة لحنا وكلمة وأداء، الآن هناك جيل جديد حالهم حال المخرّبين، مثل ما جاءت أمريكا وغزت العراق، هولاء غزوا الثقافة العراقية ويحاولون بشتى الطرق تدميرها. * ما رأيك بالأغنية الخليجية ؟ - فيها شعر جميل وخاصة المسابقات الشعرية التي تقام للشعر النبطي جميل جدا وأنا معجب به، وفي الأغاني الخليجية ركيزة جميلة لا يوجد بها إسفاف ولا يوجد بها مسبة، لا يجد بها قشور، لكن للأسف أنا أعتب على جماعتي العراقيين.. أعتب عليهم عتب شديد جداً، يعني نحن نجعل الناس تستهزئ بنا من وراء كلامنا، أول ما بدأنا كنا أقوياء والآن سننتهي ضعفاء. * هناك أيضا أصوات خليجية جميلة لماذا لم تتعامل معها؟ - قلت لك أنا أبحث عن صوت وفاتح بابي لكل الناس حتى في موقعي نرحب بكل الأصوات الجميلة الجيدة، لكن أين هم؟ هم يخافون من خيالي، لماذا؟ هناك فكرة بأن القوي سيفشله، القوي يظل قوي، والفاشل يمكن يسمعونك اليوم و»يتونسون» معك لكن غداً ينسونك وتنتهي، وأدلة كثيرة من هذا النوع، في البداية لما طلعت هذه «البرتقالة» هزت الدنيا، لكن أين هي الآن؟ بينما أغنية «كلك على بعضك حلو» ما زالت عايشة مثلها «سلمتك بيد الله»، كل الناس تعيدها، لذا يجب على الفنان أن يفكر في التاريخ وليس في اللحظة التي يعيشها.