أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن التراث العمراني في المملكة تعرّض لكثير من التجاوزات في التعامل معه، وخصوصاً فيما يتعلق بالآثار الإسلامية في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مشيراً إلى أن الهيئة سعت لاستصدار قرار سامٍ صدر عام 1430 ه بمنع التعدي على أي موقع من مواقع التراث الإسلامي وحصرها. وأشار إلى أنه ينبغي الاعتزاز بالتراث الإسلامي والحفاظ عليه وتحويله إلى مواقع دعوة ومصدر ثقافي، موضحاً أن الهيئة ستسعى إلى تطوير منطقة جبل أحد وموقعة غزوة بدر وطريق هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ودرب زبيدة وطريق الحج وعدد كبير من المواقع التراثية في التاريخ الإسلامي. وقال الأمير سلطان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر هيئة السياحة بعد ظهر أمس الأول للاعلان عن تفاصيل المؤتمر الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية والذي تنطلق أعماله يوم الأحد المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين، إن الموافقة على عقد المؤتمر جاءت سريعة من مقام خادم الحرمين الشريفين تقديراً منه لدور التراث العمراني، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر ليس مؤتمراً لهيئة السياحة وإنما هو مؤتمر وطني يحظى برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين. وقال إن العناية بالتراث العمراني انتقلت بالمباني التراثية من كونها “آيلة للإزالة” إلى كونها ثروة “آيلة للنمو والاستثمار”، مضيفاً أن الهيئة كانت تحارب لإيقاف عملية الإزالة والهدم حتى تم تنمية الوعي العام وكانت النتيجة أن الهيئة لم ترصد عام 2009 أي موقع تراثي تعرّض للهدم أو التعدّي. وأوضح أن طريقة المؤتمر الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية تختلف كلّيا عن أي مؤتمر عُقد بالمملكة، حيث لا يعد الأضخم بل الأوسع من ناحية المشاركة من مهتمين وقطاعات حكومية ومستثمرين، مضيفاً أنه سينطلق في كل يوم وكل مكان ومنطقة من مناطق المملكة، وستقيم 11 غرفة تجارية ورش عمل حول الاستثمار في التراث العمراني، كما أصدر وزير التربية والتعليم تعميماً لجميع قطاعات التعليم بتخصيص يوم تراثي كامل يشمل زيارات ميدانية من الطلاب وذويهم والمسئولين في التعليم لمناطق تراثية، إضافة لمسابقة للتصوير التراثي، كما سيتم تخصيص مادة تراثية للطلاب تزامناً مع المؤتمر. وشدد الأمير سلطان بن سلمان على أن الاستثمار في التراث العمراني إضافة للمشروعات السياحية ستكون أحد أهم ثلاثة قطاعات مؤمنة للفرص الوظيفية والاستثمار، وستنتقل بالمواطنين من الضمان الاجتماعي إلى الضمان الشخصي، مشيراً إلى أن السياحة انتقلت من مرحلة القبول بها إلى مرحلة الاندفاع لها والدفاع عنها. وأضاف إن الهدف من تشجيع العناية بالتراث العمراني والاستثمار فيه وتنميته ليس استهدافاً لجيوب المواطنين، بل هو استهداف لمواطنة المواطنين، والحرص على استمتاعهم ببلادهم التي لا يعرفونها، ذاكرا في هذا السياق جولة قام بها مع عدد من أعضاء مجلس الشورى الذين اندهشوا خلال جولاتهم ولم يصدقوا ما رأوه من التنوع في المصادر التراثية والأثرية والسياحية في المملكة. وقال إن السياحة التراثية تشكل 50% من السياحة الوطنية، موضحاً أن المواقع التراثية تحولت في بعض بلدان العالم إلى (آبار نفط)، مستعرضاً تجارب دول كتركيا والمغرب وإسبانيا وروما وباريس وجنوب إيطاليا التي شكل لها التراث العمراني رافداً اقتصادياً واستثمارياً هاماً. وذكر سموه أن معظم الدول الإسلامية مشاركة في المؤتمر نحو (56) دولة إما بوفد أو بورقة عمل أو بوزير وهكذا.. أما عدد الوزراء المشاركين فبلغ حتى الآن (26) وزيراً. وفيما يتعلق بالمنظمات الدولية فجميعها مشاركة. وأعلن الأمير سلطان بن سلمان عن تبنّي جائزة عالمية للحفاظ على التراث سيتم الإعلان عن تفاصيلها.