الفساد ضد (أو عكس) الإصلاح ، وقد نهى الله عز وجل عن الفساد في عدد من آيات القرآن الكريم ، منها قول الحق سبحانه : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ....) 85 الأعراف. الفساد قد يكون ماديا مثل تدمير وتخريب جغرافية المكان ، وكل مفردات البنية التحتية في أي مكان ،، وقد يكون الفساد معنويا مثل إفساد الذمم بالرشوة ، والأخلاق بالرياء والنفاق والكذب وغير ذلك مما يحول دون إيجاد مجتمع صالح . وإذا وجد الفساد في مجتمع تحطمت فيه الأخلاق ، وسقطت الفضيلة ، وانتشرت الرذيلة ، وانعدم الأمن ، وفقدت الطمأنينة ، حتى في المجتمعات العلمانية التي لا دين لها ،، لذلك فإن كل المجتمعات البشرية تحارب الفساد بكل صوره وأساليبه . وفي إطار محاربة ( اجتثاث ) الفساد في الدولة أمر خادم الحرمين حفظه الله بإحالة المتورطين في كارثة سيول جدة التي وقعت أواخر عام 1430ه إلى الجهات المختصة في أجهزة الدولة لمحاكمتهم ومعاقبة المفسدين منهم ليكونوا عبرة لغيرهم من الذين يسعون في الأرض فسادا . إن الفساد في الأرض وفي المجتمع من أكبر وسائل الإرهاب وأشدها فتكا وتدميرا وتخريبا ، والواجب على المجتمع بأسره محاربة الفساد دون استثناء كما يحارب الإرهاب بدون استثناء . وإنني أرجو السماح لوسائل الإعلام بحضور محاكمات أولئك المفسدين أو على الأقل جلسة إعلان الحكم عليهم كجزء من واجبات الإعلام في محاربة الفساد.