أوقفت السلطات السودانية أمين عام حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي في منزله في وقت متأخر أمس الأول بعد شهر على أول انتخابات تعددية في البلاد منذ 24 عاما، حسبما أعلن سكرتيره الخاص عوض بابكر. وقال بابكر: “حضرت قوة من جهاز الأمن والمخابرات في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح وأخذت الدكتور حسن الترابي لجهة غير معلومة”. وبعد أن كان الترابي من المقربين من الرئيس عمر حسن البشير أصبح من أشد منتقديه، وقد ندد الشهر الماضي بالانتخابات، وأعلن انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عنها متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم ب“التزوير”. وشهد السودان بين 11 و15 ابريل الماضي أول انتخابات تشريعية وإقليمية ورئاسية تعددية منذ 1986. وشابت العملية الانتخابية مشكلات لوجستية واتهامات بالتزوير، وقاطعتها فئة من المعارضة السودانية. وفاز في هذه الانتخابات الرئيس السوداني عمر البشير بأكثر من 68 في المئة من الاصوات، لكن مرشحين خاسرين انتقدوا نتائج الانتخابات التشريعية والاقليمية وخصوصا في جنوب السودان. من جهة اخرى أعلن الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر أن سلطات الامن السودانية صادرت فجر امس صحيفة “رأي الشعب” اليومية التابعة للحزب. وقال: “بعد ان اعتقلت سلطات الامن امين عام الحزب ذهبت للمطبعة وصادرت كل النسخ المطبوعة ومن بعد ارسلت قوة لمقر الصحيفة في وسط الخرطوم وطردت الصحافيين منه واحتلته”. وكان الترابي الزعيم الإسلامي اعتقل آخر مرة في يناير 2009 بعد يومين على دعوته البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. وكان تعرض للتوقيف عدة مرات من قبل السلطات. ولم يترشح الترابي شخصيا في الانتخابات؛ فيما مثل حزب المؤتمر الشعبي عبدالله دينق نيال ايوم. وقال الترابي عند فرز الاصوات “الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الامر للقضاء، ولكنه من العسير عليهم معالجته”.