طفل هولندي وحيد في الثامنة من عمره أنقذته العناية الإلهية من كارثة تحطم الطائرة الليبية صباح أمس الأربعاء . لكن موتورين في أنحاء شتى من العالم يقتلون تلاميذ المدارس أو يعتدون على اليافعين لأسباب غامضة. ففي الوقت الذي قام فيه شخص أمس أيضاً في شمالي الصين بقتل سبعة من أطفال روضة وجرح عشرين آخرين بينهم معلمين وحراس حسب ما اوردت وكالة شينخوا ، وهي حوادث تكررت في الصين كثيراً ربما نظراً للتحولات الكبيرة التي حدثت في المجتمع هناك، تشارك جماعات في أفغانستان في مثل هذه الجرائم البشعة ، حيث قام مجهولون بزرع قنبلة انفجرت يوم الثلاثاء فاصابت ستة من التلاميذ والتلميذات وأربعة من المعلمين . مرتكبو مثل هذه الحوادث في أفغانستان لا يعلنون عن أنفسهم فمنذ مارس الماضي قام مجهولون في كل من العاصمة كابول ومحافظة قندوز في شمالي البلاد بإطلاق غازات سامة في خمس مدارس بنات على الأقل وتتهم الحكومة الأفغانية جماعات طالبانية متشددة بأنها وراء هذه الحوادث والهدف معلوم سلفاً وهو الاعتراض على تعليم البنات. كانت حكومة طالبان في الفترة من عام 1996 إلى 2001م قد قفلت مدارس البنات ومنعت تعليمهن ولذا فلابد أن مدبري الهجمات الحديثة ضد التلاميذ والتلميذات العزل هم من مناصري آيديولوجية طالبان التي هي مزيج من التقاليد والتخريجات لا تمت لديننا الحنيف بصلة إذ لا يحرم الاسلام تعليم المرأة بل بالعكس من ذلك يشجع هذا التعليم. الاعتداء على الأطفال ظاهرة تعم العالم فبالإضافة إلى الفضائح الكنسية الكاثوليكية فكم راقب العالم الهجمات بالأسلحة النارية على بعض المدارس الأمريكية مما يقوم به أشخاص مصابون في الغالب بهزات نفسية ، وكم وقف العالم على مثل ذلك الطعن بالسكين الذي تكرر خلال سنوات قليلة تسع مرات في شوارع لندن. الإعتداءات على الاطفال ظاهرة عالمية سيئة وهي ليست مرتبطة بديانة أو حضارة ولا بتقدم أو تخلف لكن أشد انواع الإعتداء على الطفولة بشكل جماعي في نظرنا هو تجنيد الاطفال للقتال في حروب لا فاكهة لهم فيها ولا حلوى كما يحدث في بعض أدغال وأحراش أفريقيا وأمريكا الجنوبية ويعض بلدان آسيا . الاممالمتحدة تفرد عاما للطفولة ولديها منظمة للعناية بها لكن ذلك لا يكفي. لابد من إطلاق دعوة لحماية فلذات الاكباد من الوحوش البشرية في كل مكان.