وتمر بنا ذكرى رحيل الرجل الإنسان معالي الشيخ محمد النويصر. ففي مثل هذه الأيام انتقل إلى جوار ربه، ونشهد أنه كان من أهل المروءات، وأهل الفزعات، وصاحب كلمة طيبة، وخلق كريم. كان هذا الإنسان ممّن سخّرهم الله لخدمة الناس، وهو بجوار حكام البلاد وقادتها، وإني أسأل الله له ولزملائه الذين انتقلوا إلى جوار ربهم من رجالات الديوان، ومجلس الوزراء الرحمة والغفران، فقد كانوا صفوة من الرجال الطيبين المخلصين. ومعالي الشيخ محمد النويصر من الرجال الذين خدموا طوال عمرهم خلال فترة عدة ملوك تعاقبوا على حكم البلاد، وبدأ من تحت الصفر، واستمر يشق طريقه بأمانة ووفاء، وعطف ورحمة بالناس أصحاب الحاجات عند الملوك، وزامل رجالاً من أمثاله مثل الشيخ العم عبدالله كامل، وهو الذي عرّفني على الشيخ النويصر، وأنا طالب في الجامعة، عندما كنت أذهب لزيارته في ديوان رئاسة مجلس الوزراء مع أخي صالح كامل، والعم عبدالله كامل هو من تلك الصفوة من الرجال الذين سخّرهم الله لقضاء حاجات الناس، وترك سمعة طيبة، وذكرى عطرة. ونحن نلجأ إلى الله عز وجل في هذه اللحظات التي نتذكّرهم فيها بعد وفاتهم لنقول اللهم اجعلهم في عداد الرجال الذين تفرّغوا لخدمة الناس، والذين اختصصتهم بعون عبادك، ووعدت أن يكونوا من الآمنين يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَن أتى الله بقلب سليم، ولعلّي مستقبلاً أكتب عن بقية تلك الصفوة في ديوان رئاسة مجلس الوزراء. وختامًا هذه كلمة وفاء لهؤلاء الرجال الذين كانوا مثلاً طيبًا وهم في تلك المراكز الهامة، لنسجل أنهم دائمًا حاضرون لدينا في قلوبنا ووجداننا، نذكرهم بكل خير، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم جميعًا برحمته ويسكنهم فسيح جناته.