قال الضَمِير المُتَكَلِّم: حسب التقرير ربع السنوي الإحصائي لموقع الفقه الإسلامي حول برامج الفتوى التي تبث عبر عدد من القنوات الفضائية، جاءت المملكة العربية السعودية في صدارة الدول التي جاءت منها الأسئلة؛ هذا التقرير كان ميدانه (11) قناة، وهي: (دليل، أنا، الناس، الرحمة، الرسالة، المجد، القرآن الكريم بالسعودية، القرآن الكريم بمصر، القدس، دريم2، الأقصى). وشمل التقرير (244) حلقة، كان فيها (4571) سؤالاً، نصيب الذكور منها (2332) سؤالاً، والإناث (2239) سؤالاً، موزّعة على عدد كبير من دول العالم بلغ (17) دولة، وأكد ذلك التقرير غرابة بعض الأسئلة لأنها تدور حول مُسَلّمات لا يجهلها المسلم البسيط ومن ذلك: (السؤال عن الفرق بين صلاة الجمعة، وصلاة الظهر، وحكم الجمع في الزواج بين الأختين)!! في الواقع، ومن المؤكد أن ما يلفت النظر هنا هو تصدر بلادنا -حفظها الله- لسباق الفتاوى الفضائية، هذه الحقيقة يمكن أن يكون سببها التأويلات التالية أو بعضها: * زيادة مساحة الأمّية الدينية في المجتمع، حتى أصبح أفراده يجهلون المُسلّمَات، أو بعض ما يُعْرف من الدِّين بالضرورة!! * ضعف المناهج الدينية في المدارس والجامعات، وعجزها عن تلبية حاجات الناس الشرعية؛ أو أنها جامدة تغرّد بعيدًا عن الواقع ومستجداته!! * عدم ثقة المجتمع بعلمائه ومراكزه الدينية، فأصبح يبحث عن الفتاوى خارجها، أو لما يراه في علمائه من شدّة في الأحكام؛ فَفَرّ إلى غيرهم بحثاً عن التيسير واللين!! * قصور منابر المساجد وخُطَب الجمعة في أداء رسالتها في تثقيف المجتمع والإجابة عن استفهاماتهم الشرعية!! * أن اللغة البصرية، وبرامج القنوات الفضائية أصبحت وأمست هي المصدر الأول والوسيلة الأبرز للمجتمع في اكتساب المعرفة، وهذا يُشِير إلى تراجع المصادر والينابيع الأخرى كالكتاب والحلقات العلمية!! تلك التأويلات توصل إليها الضمير المتكلّم بصحبة الشاهي الأخضر على الطريقة الموريتانية، وقد تَرْفض عزيزي القارئ هذه الاجتهادات أو بعضها، وقد تتحفنا بالمزيد؛ ولكن ما أخشاه أن يأتي يوم يكون فيه مُفْتٍ لكل مواطن سعودي!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]