ليس بيني وبين هذه الشخصية الحجازية والوطنية العريقة والمرموقة أية علاقة أو تواصل شخصي وان كنتُ ولا أزال وثيق التواجد بروحي وفكري للحجاز العظيم سواءً عبر جيل المشيخة في سلف الحجاز المعاصر الذين ترددت علينا في الأحساء أسماؤهم لدى علمائنا وفي صدارتهم الشيخ حسن مشاط رحمه الله أو كان ذلك في جيل التجديد الإسلامي الجديد وأصدقاء وإخوة أعزاء لن أزال بهم جذلاً، لكنني ومع عدم لقائي لهذا الرجل وهو الشيخ الوجيه الاجتماعي المثقف عبدالمقصود خوجة كنتُ أدرك أن هذه الشخصية باتت وكأنّها ترسم في الضمير الوطني تكية حجازية ثقافية معرفية نشطة وحيوية ومتعددة الجسور والتواصل وفي ذات الوقت هو أو هي ندوته الاثنينية أو نشاطه رباط وطني وثيق أحسب أنه في هذا العهد بات يزداد أهميةً ومطلباً لرسوخه . ولذا حين قرأت مراثي الفقيد إباء نجل الشيخ رحمه الله وما نقل عنه وعن حرمه والدة إباء من مشاعر تجاه الراحل وفاجعة فقده المحتسبة عند الرحمن الرحيم الكريم المنان، فقد كان ذلك الحراك الوجداني غير المتكلف يلتقي مشاعر أسرة وظِلال منزلٍ ومعهد رعاية أظل الوطن ثقافةً وحناناً ومعرفةً، فكيف لا يقف الوطن وأنا في أحسائه الأغر مع الوفي المعطي للثقافة ولعهود المعرفة المُجسّد للتواصل الوطني فينكسر القلب مع آل خوجة وأرحامهم ومع الحجاز حيث أهل الجوار المقدس . إنّ حجم الحراك الذي شكلتّه اثنينية عبدالمقصود خوجة وكنتُ أراها حاضرة في المشهد الثقافي قبل أن تنطلق المواسم الأخيرة وتحتشد أكانت غنيّة أو سمينة فإن اثنينية عبدالمقصود خوجة كانت قد عبرت الفضاء الوطني وقدمت جسور المعرفة وكرمت رواد الفكر والثقافة الإسلامية والعربية وشخصيات الوطن قبل أن يغشانا العهد الجديد من تعزيز معاهد الثقافة، وهي رسالة متقدمة لهذا المعهد وفي ذات الوقت هي رصيد تاريخي في منجزها الوطني من حيث تعزيز حركة التواصل الوطني بين مناطق المملكة وفعاليتها الثقافية ورموزها الاجتماعية، وحينما تتواصل في هذا الخط وتستمر فإننا بلا شك كحراك وطني ثقافي من كل الاتجاهات نعتمد هذا الرمز التوحيدي الثقافي كأحد أركان البيت الوطني الفكري الذي تجاوز حق الإشادة إلى حق التأريخ. وفي قراءتي لعطاءات هذه الشخصية في الميدان الخيري وقعت على مساهمات عدة له ولاحظت أنه لا ضجيج إعلامي حولها فتلك لعمر الله جسر الشفاعة الكبرى. عظم الله أجركم أيها الماجد الكريم عبدالمقصود خوجة وجبر مصابكم ومصاب والدته وأهلكم أجمعين .... وعندما يتصدع القلب لرحيل الحبيب هنا يندفع الإيمان ليقول في صدور أهله وخاصته ومحبيه مضى ...نعم ..قد مضى فقيل إلى أين المقتفى... قالت رحالهم وركائبهم ...إلى شفاعة المصطفى حبيبكم وحبيب الأمة يا أهل الحجاز..وقد التقاه الأعز الأعلى ...هنا يسجد حسن الظن عند بوابة الرحمن الرحيم ويطمئن القلب ليناجيه ألا يا سيدي وخالقي أنت ربُّ الأمانة وقد وصلت إليك... فكيف لا نرضى بعهده بين يديك .