أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محمد الشحات الجندى أن من ملامح تيار التشدد إغفاله لأفاق الإسلام الرحبة وسجنه في رأى أحادى يرفض الاختلاف في الرأي أو المذهب وهو ما يؤدي إلى خروج فتاوى وآراء دينية لا علاقة لها بالدين مثل ظهور من يروج لإباحة زواج القاصرات، ولقد شاهدت بنفسي فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا وقد تزوجت ثلاث عشرة مرة بفضل تلك الفتاوى. وأضاف بالقول: رأينا من يحرم تولى المرأة القضاء بدعوى انه لم يفلح قوما ولوا أمرهم لامرأة رغم أن هذا الحديث كان المقصود به الولاية الكبرى فالمرأة تستطيع تولى القضاء والذين يروجون لعكس ذلك لابد لهم أن يقولوا حجتهم في ذلك ولابد أيضًا أن يسمعون الرأي الآخر المضاد لرأيهم، خاصة أن قضية تولي المرأة للقضاء فيها اختلاف بين الفقهاء وكثير منهم يبيحون لها هذا الأمر، وهناك أيضًا من يقول أن المرأة كلها عورة رغم أن المرأة إنسانة مثلها مثل الرجل فلماذا دائمًا نقسم بين الرجل والمرأة، وهكذا أصبحنا نعيش في عصر يعتبر فيه البعض الإسلام قائمة من المحرمات ولكن أين سماحة الإسلام للأسف اختفت على أيدي هؤلاء المتشددين الذين أسرفوا فى توجيه سهام التكفير تجاه كل من يخالفهم في الرأي وهو أمر يرفضه الإسلام فلا ينبغي إطلاقًا إلقاء تهمة التكفير جزافًا، فالبعد عن التكفير مسألة مهم جدًا لمستقبل الأمة الإسلامية فلابد أن نتخلى عن منح صكوك الغفران والتكفير. وأوضح د. الجندي أنه الجانب الآخر من تيار المتشددين والتكفيريين هناك تيار الانفلات والتغريب والتحلل وهم من يحكمون عقولهم ويرفضون تماما مقاصد الدّين، هؤلاء الذين يريدون التحلل من أحكام الشريعة الإسلامية ويقولون إن الدين صناعة عقلية ويرفضون الاعتراف بالقرآن والسنة ولا مانع لدى هؤلاء من إضافة أمور لا علاقة لها بالشريعة على الدين أو الانتقاص من أصول الدين العقدية، وهم يسمون ما يفعلونه بالاجتهاد أو التجديد في الخطاب الديني رغم أن ما يفعلونه لا علاقة له بالاجتهاد أو التجديد ورغم أننا لابد أن نتمسك بهويتنا فاليابانيون ما زالوا يتمسكون بعبادة بوذا رغم أنه ديانة وضعية ولكنهم يقدسونه والصينيون يفعلون نفس الشيء مع كونفو شيوس، وهو ما يؤكد أن التقدم لا علاقة له بالانخلاع من الدين فنحن اليوم مهزومون في شتى المجالات لأننا تخلينا عن الدين ودوره في نهضتنا. وشن الجندي هجومًا حادًّا على مروجي أفكار التغريب، واصفًا أصحاب هذا التيار التغريبي ب “عبيد الغرب” وقال إن الغرب له إنجازات مادية، ولكنه مفلس روحيًّا، وأن الدين الإسلامي شامل، ويوازن بين المادة والروح.