تناقلت بعض المواقع الإلكترونية الأسبوع الماضي خبرًا يُفيد أنه تم القبض على حارس مسجد في حي الحمراء بالعاصمة المقدسة، بعد أن مارس الجنس في ملحق المسجد مع امرأة لأكثر من مرة!! وكان الحارس قد خصص ملحق المسجد لأعماله المشبوهة قبل أن تتلقى الجهات المعنية بلاغًا من مواطن لاحظ تردد المرأة، وهي وافدة من نفس جنسيته على مبنى المسجد خلال خلوّه من المصلين، ودخولها إلى الملحق الخاص بالحارس، وهو ما ثبت بعد مراقبته والإطاحة به. بطبيعة الحال كل مَن يقرأ أو يسمع الخبر، أول ما يتبادر إلى ذهنه استنكار الفعل الذي قام به ذلك الرجل في المسجد، وهو بيت من بيوت الله!! وبغض النظر عن وقوع تلك الحادثة في مكةالمكرمة تحديدًا لما لها من قدسية وحرمات عديدة تختلف عن بقاع العالم تبقى الرذيلة هي الرذيلة!! ومرتكبها لن يهتم بحُرمة المكان أو الزمان أو الإنسان!! باعتبارها خصلة ذميمة، وطباعًا رديئة تلتصق بالشخص ذاته في جميع الأحوال. فقد عرّف العلماء الرذيلة في علم الأخلاق بأنها «هيئة نفسانية تصدر عنها الأفعال القبيحة في سهولة ويسر، وهي ميل مكتسب من تكرار أفعال يأباها القانون الأخلاقي والضمير»، أي أنها عادة سيئة تقود صاحبها إلى ارتكاب ما يؤدي ارتكابه دون الرجوع إلى المبادئ والأخلاق والقيم، وفي الوقت نفسه هو يعلم أنها إثم يحتاج فيه إلى التستر والاختباء. إن الميل إلى تفريغ الشهوات، وتضييق دائرة الفكر، واتساع فوهة الانزلاق في بؤر العبث كفيلةٌ بأن تجعل صاحبها يهدم الفضائل، ويمارس الرذائل بكل ثقة واقتدار!! فالصوت القادم من أعماق الوجدان يوجّه السلوك إمّا نحو حُسن الخُلق، والتمسّك بالفضيلة، أو استصغار الجُرم مهما كان!! كيف ما كانت الأسباب، أو ملابسات الحادثة يظل مؤشر المنطق يُشير إلى هبوط الإيمان بالله، وضعف الشعور برقي أخلاقيات المسلمين، والانتماء إلى الصالحين، والخوف من رب العالمين!!