أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أن ما حققته الجامعات السعودية من إنجازات ملموسة كان نتيجة مباشرة لما نشهده من نهضة تعليمية شاملة بدعم ولاة الأمر يحفظهم الله لإيمانهم بأن التعليم هو أساس النهضة وأن الإنسان هو الدعامة الأساسية لبناء الدولة العصرية؛ فاهتمت بالتعليم وكان من مظاهر هذا الاهتمام إنشاء وتطوير أداء الجامعات القائمة وابتعاث الآلاف من الطلاب والطالبات خارج المملكة، وتشجيع الجامعات على إنتاج المعرفة وإنشاء مراكز للتميز البحثي وتخصيص الميزانيات الكبيرة لقطاع التعليم والتعليم العالي والتدريب؛ باعتبارها قطاعات مسؤولة عن بناء الإنسان وتأهيله لأداء دوره في خدمة مسيرة التنمية. جاء ذلك لدى رعايته احتفال جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مساء أمس الأول بتخريج الدفعة الأربعين من طلابها، التي ضمت خريجي الفصل الدراسي الأول والمرشحين للتخرج في الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي والبالغ عددهم 1118 طالبًا منهم 944 بدرجة البكالوريوس و 156 بدرجة الماجستير و18 طالبًا بدرجة الدكتوراه. وقال سموه في كلمته خلال الحفل الذي أقيم في الاستاد الرياضي بالمدينة الجامعية بالظهران: يسعدني أن أكون معكم في صرح عظيم من صروح المعرفة، ومنارة مضيئة من منارات العلم وأن أشارككم فرحة الاحتفال بتخريج الدفعة الأربعين من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الذين تهديهم إلى الوطن الغالي، ليشاركوا في مسيرة نهضته ويوظفوا ما تلقوه من علوم ومهارات لإضافة لبنات جديدة تسهم في تطور المجتمع وخدمة مسيرة التنمية التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد وسيدي النائب الثاني حفظهم الله. وخاطب أبناءه الخريجين قائلا: “إذا كان تميز الجامعات يقاس بما حققته من إنجازات فقد تخرجتم في جامعة نهضت بدور بارز في إعداد الموارد البشرية التي تسعى المؤسسات والشركات لاستقطابها لطرح الفرص الوظيفية المتميزة عليها وامتلكت رؤية بحثية وتواجه التحديات التي يطرحها التقدم التقني ولم تكتف الجامعة بذلك فنجحت في إقامة علاقات متميزة مع قطاعات المجتمع ترصد احتياجاتها وتواكب آمالها كما نجحت الجامعة في تعزيز انفتاحها على نظيراتها من الجامعات والمراكز العلمية العالمية وتطوير علاقات شراكة فاعلة معها”. من جهته أعرب مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان عن اعتزازه -وجميع منسوبي الجامعة- بهذه الرعاية الكريمة. وقال: إن اهتمام سموه الدائم ورعايته المستمرة لأنشطة الجامعة تعد تجسيدًا للاهتمام الكبير الذي توليه التعليم حكومتنا الرشيدة للتعليم العالي اقتناعا بدوره في إعداد الكوادر البشرية الملتزمة بالمبادئ الرفيعة والمحافظة على القيم الفاضلة والمواكبة لأحدث مستجدات العصر والواعية لدورها في نهضة الوطن. وأكد أنّ الجامعةَ لم تكن بمعزلٍ عن هذه النهضةِ بل ساهمت بأكثرَ من عشرِ مبادرات طورتها واحتضنتها حتى أوصلت هذه المبادرات الجامعة إلى مصاف الجامعاتِ العالمية، مما جعل الكثير من جامعاتِ المنطقةِ تتبناها، ومثال ذلك السَنةُ التحضيريةُ، الاعتمادُ الأكاديمي، المجلس الاستشاري الدولي، وادي الظهران للتقنية، اختباراتُ القبول المقننة، التدريبُ التعاوني، معهدُ البحوثِ، التعليمُ الإلكتروني، برنامجُ المهاراتِ الشخصية للطلاب، والكراسي العلمية إلى غير ذلك من المبادرات. وحرصت ُ على تطوير إمكاناتِها الذاتية حيث طورت صندوقَ دعمِ البحوثِ العلمية والبحثية، حتى بلغَ ما يقرُبُ من أربعمائةِ مليون ريال، وقد وضع سموِ ولي العهد حجرَ الأساس لمشروعِ أوقافِ الجامعة ليعززَ أهدافَ هذا الصندوقِ، ويُؤمَلُ أن تصلَ أوقافَ الجامعة إلى ثلاثةِ مليارات ريال في خمسِ سنوات. كما حرصتِ الجامعةُ على تطويرَ علاقاتٍ استراتيجيةٍ مع أفضلِ الجامعاتِ العالمية من خلال التركيزِ على تخصصات معينة، واستطاعتِ في العام الماضي استقطابَ عددٍ كبير من الأساتذةٍ المتميزين عالميًا من الولاياتالمتحدة، وأوروبا الغربية عن طريقِ برامجَ مبتكرةٍ، وزادتْ من دعمِ أساتذتِها، مما ساهم في زيادةُ النشرِ العلمي في السنة الماضية ب 35%، وزيادةُ مساهمةِ الأساتذةِ في عضويةِ المجلاتِ العالمية. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وسمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن مشعل بن سعود مساعد وكيل الحرص الوطني للقطاع الشرقي وعددٌ من أصحاب الملكي الأمراء وأصحاب المعالي والمسؤولين من مدنيين وعسكريين.