بعدما لزمت الولاياتالمتحدة الحياد خلال الحملة الانتخابية السودانية، باتت تشير إلى “التجاوزات” و“العيوب” التي شابت الانتخابات مع الحرص على تأكيد دعمها للعملية، ما يثير انتقادات منظمات أمريكية مدافعة عن حقوق الإنسان في هذا البلد. وقال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الانتخابات “شكلت مرحلة أساسية” في عملية السلام، لكنها “لم تستوف المعايير الدولية”. وقال إنه “تم الالتفاف على الحقوق والحريات السياسية طوال العملية الانتخابية، ووردت معلومات أفادت عن عمليات ترهيب وتهديدات بالعنف في جنوب السودان” مضيفا “النزاع الجاري في دارفور لم يسمح بإحلال بيئة مواتية لإجراء انتخابات مقبولة، والعيوب في التحضيرات الفنية للانتخابات أسفرت عن تجاوزات خطيرة”. غير أن واشنطن تشدد على أهمية هذه الانتخابات للتمهيد للاستحقاقات المقبلة المنبثقة من اتفاق السلام في السودان بعد نزاع استمر عقدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي أمس إن “السودان يواجه قرارات واستفتاءات اساسية ستحدد مصيره في الاشهر المقبلة” في إشارة إلى استفتاءين مقررين العام 2011 حول وضع منطقة أبيي المتنازع عليها واحتمال انفصال جنوب السودان. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستستمر بالتالي في “تشجيع ودفع ودعم” الحكومة المركزية في الشمال وحكومة الحكم شبه الذاتي في الجنوب. وفي الخرطوم، رفض حزب المؤتمر الوطني برئاسة البشير الانتقادات الأمريكية حول سير الانتخابات. وفي المقابل، اعتبرت منظمة سايف دارفور (انقذوا دارفور) في واشنطن أن ادارة اوباما لا تبدي قدرا كافيا من الحزم حيال السلطة السودانية. وإذ أشار روبرت لورنس المدير السياسي للمجموعة إلى ان الحركة تتفهم رغبة واشنطن في أن تؤدي دور “الوسيط النزيه” في السودان وتشجيع “الحوار بين جميع الأطراف”، أسف لانتقادها التجاوزات في العملية الانتخابية “بدون ان تحدد فعليا المسؤوليات” عن هذه العيوب. وأضاف لورنس “نود اعتماد سياسة اكثر توازنا تأخذ في الاعتبار أن حزب المؤتمر الوطني نكث بوعود كثيرة في السنوات الماضية”.