حاولنا عزيزي القارئ في مقال الأسبوع الماضي أن نجيب على سؤال مفصلي يحيِّر بال الكثيرين من شبابنا طالبي العمل والباحثين عن تأمين مستقبل وظيفي مضمون وهو (كيف أجد الوظيفة المناسبة) ومن واقع تشرفنا بالعمل اليومي مع الشباب الجامعي وأيضا خبرات الكثير من الزملاء حول أهم الخطوات العملية في البحث عن الوظيفة، تطرقنا إلى أهمية كتابة رسائل التعريف الذاتي أو ما يعرف بالسيرة الذاتية التي يطلق عليها اختصاراً (C.V) كما عرجنا على أهم مفاتيح المقابلة الشخصية الناجحة مع مدير العمل المحتمل. واليوم سنتحدث عن أهمية التخطيط السليم لاختيار المهنة المناسبة لإمكانياتك الشخصية ومؤهلاتك العلمية وعلى طالب الوظيفة أن يبذل الجهد في التخطيط لنوع المهنة التي يريدها، والتفكير في الغاية التي يقصدها من خلال العمل الذي يتقدم له، والتفكير في غرضنا من الوظيفة هو شيء يجب علينا جميعا تطبيقه خلال حياتنا المهنية، سواء الباحث عن الوظيفة أو من هو على رأس العمل. وسوف تتسابق في ذهن المتقدم للوظيفة العديد من التساؤلات المحيرة مثل: - ماذا أريد من العمل ؟! مثلاً الحصول على راتب لسداد ديون أو المساعدة على تكاليف الزواج أو لتقسيط قيمة سيارة؟ - ما هي المزايا التي سوف أحصل عليها مالياً ومعنوياً ؟ راتب وبدلات وخارج دوام وتأمين صحي ...الخ - هل سأستمتع بالعمل أم لا ؟! أم الهدف الحصول على الراتب فقط؟ - هل مؤهلاتي ومهاراتي تناسب الوظيفة المعلن عنها ؟ - هل احتاج الى تدريب على رأس العمل On Job Training قبل تثبيتي على الوظيفة المعلن عنها ؟! لاشك أن تلك التساؤلات ستترك فيك بعضاً من القلق النفسي و كخطوة أولى للتخطيط الناجح لاختيار مهنة المستقبل يجب عليك أن تتحرر من مستوى القلق الى التفكير برؤية وهدوء قبل حصر حقل العمل في وظائف محددة مع الأخذ بالاعتبار مختلف الجوانب المتعلقة بالتخطيط للمهنة وعلينا أن نتذكر دائماً المقولة المشهورة (الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل) ويجب عزيزي القارئ أن تؤمن بأن القرار المهني هو في النهاية -وبعد التفكير والدراسة واستشارة الأهل والأصدقاء- قرارك الشخصي فقد تسعد باتخاذ قرار مهني يتضمن مخاطر أو تغرباً لأنك واثق بقدراتك الشخصية والسلوكية وقد تشعر أن وظيفة محددة تستحق تلك المخاطر. ويجب أن تكون لك قيم مهنية تحرص عليها مثل الإنجاز والتحدي (التوظيف الإيجابي لقدراتك الشخصية) وأن يكون هناك ضمان واستقرار وظيفي وبيئة عمل مريحة غير ضاغطة، وأن تكون بيئة العمل ودّية وهناك فرص للترقي الوظيفي. كما يجب أن يكون لك قيم مهنية تسعى لتحقيقها من خلال الوظيفة المنتظرة . ونختم حديثنا بنصيحة لأبنائنا الطلاب من الجنسين وهم على مقاعد الدراسة أن يتهيأوا نفسياً للعمل بالحرص على الانضمام للعمل التطوعي على مستوى الجامعة وكذلك ممارسة الرياضة أو اي هواية مفضلة من خلال أندية النشاط الطلابي في عمادة شؤون الطلاب، وفي ذلك تهيئة نفسية وفكرية واجتماعية للتعامل مع مختلف بيئات وظروف العمل والحرص على العمل بروح الفريق الواحد ولا يهم إذا استولى العمل على إجمالي تفكيرك لأن المستقبل المشرق الذي تخطط له يستحق منك كل ذلك ، وبالتوفيق.