عقد فريق العمل الخاص بالإعداد للقمة الثقافية العربية مؤتمرا صحفيا بتونس أمس الأول لإعلان انطلاق الاستعدادات الخاصة بعقدها، وضم الفريق مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد العزيز بن عاشور ومدير الإدارة العامة للثقافة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدكتور ممدوح الموصلي والأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبدالمنعم بالإضافة إلى المستشار الخاص نائب مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور محمد الدالي. واستعرض مدير عام الألكسو مجمل التوجهات التي سيسير عليها العمل مستقبلاً في إطار الإعداد للقمة الثقافية التي تم إقرار عقدها في الدورة الأخيرة للقمة العربية العادية بمدينة سرت الليبية، حيث سيتم العمل ضمن مسارين أساسيين في الحقل الثقافي، هما: الإبداع والتعبيرات الثقافية المختلفة والتراث والمحافظة عليه والعمل على إدراجه ضمن مسارات التنمية المستدامة عملا على صيانة الهوية الثقافية العربية والمحافظة عليها وسط المتغيرات الزاحفة ومدخلات العولمة وذلك في إطار التنوع الثقافي في العالم الذي أكدت عليه منظمة اليونسكو، بالإضافة إلى ما وصفه بالرعاية الاجتماعية للعاملين في الحقل الثقافي. وأثنى الدكتور ابن عاشور على وعي القادة العرب بأهمية الثقافة العربية في تحقيق التنمية المستدامة وفي بناء الشخصية العربية وتثبيتها في مواجهة التيارات الزاحفة، كما ثمّن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة رئيس مؤسسة الفكر العربي بالدعوة إلى عقد قمة ثقافية عربية، وقال: لقد انطلقت فكرة عقد القمة الثقافية العربية بمبادرة من سموه وأولتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية كل العناية اعتبارا للتحديات التي تطرحها العولمة والتهديدات التي تواجه الأمة في شخصيتها وثقافتها مما يستدعي بذل الجهد لدعم الثقافة العربية وتعزيز دورها التنموي وإعطاء الصورة الصحيحة عن الحضارة العربية. وذكر في هذا الصدد أول اجتماع عُقد في يناير الماضي لبلورة الموضوع بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حيث انتهى إلى اقتراح عقد قمة ثقافية عربية يمكن من خلالها التصدي للتهديدات التي تواجه الأمة العربية وشخصيتها الحضارية. واستعرض الخطوات المنهجية للتوجه نحو عقد القمة الثقافية العربية ليشير إلى تشكيل فريق عمل يضم الالكسو باعتبارها المعنية بالثقافة في الوطن العربي ومؤسسة الفكر العربي صاحبة المبادرة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ليتم التواصل مع مختلف مكونات المشهد الثقافي العربي من مؤسسات حكومية وخاصة وجمعيات واتحادات ولجان ثقافية عربية ومكونات المجتمع المدني لأخذ رؤيتها حول متطلبات العمل الثقافي العربي لتعرض على مؤتمر لاحق لوزراء الثقافة العرب من أجل بلورة مختلف المقترحات في توصيات ترفع إلى القمة العربية، وتحدث عن إمكانية عقد منتدى ثقافي عربي يسبق القمة يستقصي مجمل الأفكار المطروحة في أذهان المثقفين. وشدد مدير عام الالكسو على أن القمة ستأخذ في اعتبارها ضرورة مواكبة العصر والأخذ بأسباب التقدم. من جانبه ربط أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور عبدالمنعم سليمان بين ما يُطلب من القمة الثقافية وبين القدرة التنفيذية والاستعداد لتمويل المشاريع ليؤكد أن القمة ستعمل على بلورة مشاريع تنفيذية. وتحدث مدير الإدارة الثقافية في الجامعة العربية الدكتور ممدوح الموصلي عن تدعيم مكان اللغة العربية وتطويرها والاهتمام بالتراث والترجمة من وإلى اللغة العربية والمعاجم كمشاريع عملية لتفعيل حركة الثقافة العربية، كما أكد أهمية الجانب الديني والأخلاقي في بلورة الثقافة العربية التي يجب أن تعبّر عن ضمير ووجدان المثقف العربي. وأكد فريق العمل أن المشروع في أول خطواته وسيتبلور أكثر من خلال الاتصالات واستطلاع الآراء والتصورات المختلفة.