أكد مستشار وزير الثقافة والإعلام المشرف على قناتي القرآن الكريم والسنّة النبوية الدكتور سليمان بن محمد العيدي أن القناتين هما “تلفزيون واقع” متميز لما تنقلانه من مشاهد واقعية حيّة بالصوت والصورة تحمل روحانية عالية وتترك أثراً دعويًّا وتربويًّا بالغاً في نفوس المشاهدين حول العالم، مشيراً إلى أن بث القناتين وُسّع عقب إطلاقهما ليشمل ما لم تشمله أي قناة أخرى، وذلك تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن يصل بثهما إلى كل أنحاء العالم. وعن فكرة إنشاء القناتين قال العيدي: كانت ثمة بعض الأفكار لإطلاق قناة الحرمين أو مكةالمكرمة، أو طيبة، وعندما عرضنا المشروع على خادم الحرمين الشريفين قال: أطلقوا القرآن صوتاً وصورة من مكةالمكرمة، وأطلقوا السنّة من المدينة النبوية، فرأينا أن نبقى على ما قاله المليك بدون تسميات أخرى، وأنا أؤكد أن القناتين هما “تلفزيون واقع” متميز، وتشهد بذلك ردود الفعل الإيجابية التي تصلنا من برقيات واتصالات وغيرها. وحول وجود خطط مدروسة لتطوير قناتي القرآن والسنّة قال العيدي: يكثر الحديث عن تطوير القناتين، وأؤكد مرة أخرى أن أبرز نموذج لتلفزيون الواقع هو قناتي القرآن والسنّة، ونحن ندرس ترجمة الآيات القرآنية باللغتين الإنجليزية والفرنسية على شكل شريط وأسماء السور والقراء وقد يكون بعد أشهر أو في رمضان المقبل، وأما قناة السنّة النبوية ففكرتها متروكة للزملاء في الجامعات والمتخصصين في علوم الحديث ليقدموا أفكاراً، وقد وصلنا حتى الآن ما يقارب 23 مقترحاً، وهل يكون البرنامج مباشراً، وهل نغيّر الطريقة الحالية، فهذا ما ندرسه الآن ونحن في تجربة 6 أشهر. جاء ذلك خلال ندوة «الإعلام السعودي في خدمة القرآن والسنّة» التي نظمتها الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة ضمن فعاليات معرض الكتاب والمعلومات السابع والعشرين الذي أقيم مؤخراً في الجامعة وشارك في الندوة كل الدكتور العيدي والدكتور عبدالله بن محمد الدوسري مدير إذاعة القرآن الكريم. وفي مداخلة للدكتورة وفاء الطيب الإعلامية والأكاديمية بجامعة طيبة طلبت إلقاء بعض الضوء على دور المرأة الإعلامية السعودية في خدمة القرآن والسنّة وباعتبار أنه محجوب عن المرأة قليلاً، وتساءلت لماذا لا تنشأ قناة للمرأة السعودية، فأجاب الدكتور العيدي: لو قلنا أن هناك إعلاماً إسلامياً يخص المرأة نكون مخطئين وهذه تجربة بدأتها بعض القنوات وأصبحت المرأة لا تشاهد إلا قناة المرأة، ولو أتينا بمتخصصة في برنامج في التلفزيون السعودي للحديث عن الطلاق مثلاً فستوفي الموضوع حقه ولن تأتي بجديد فيه غير ما في الشرع، أما أن أفصل وأخصص قناة للمرأة فهذا لا يخدم المرأة وستكون سابقة لحينها، ولا نستبعد أن تظهر مطالب أخرى لاحقاً بإنشاء قنوات لفئات نسائية كقناة للصغيرات دون العشرين وقناة للعشرينيات وهكذا. وفي مداخلة للدكتور ناصر القثامي عضو مجلس الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه تساءل: ما دام أن الهدف نقل الواقع ولا شك أنه مؤثر دون أن يدخل عليه شيء آخر وهو هدف جيد وما دامت تنقل الصورة مباشرة فلماذا لا تنقل الدروس العلمية في الحرمين، فأجاب العيدي: نحن نبوب الآن دروس الحرم بحيث تنقل، مع أنها تنقل الآن على القناة الأولى بعد الفجر وحتى لا يتكرر فسيستقل البث للحرم المكي والنبوي وهناك أفكار لم نتفق عليها بعد. كما اقترح الدكتور محمد سيدي الأمين الأستاذ بكلية القرآن الكريم في مداخلته وضع صورة القارئ على الشاشة في قناة القرآن الكريم فقال العيدي: حاولنا في أول ليلة من القناة وضع صورة، وقد جاءني على إثرها النقد، وكذلك فإننا قد نشتّت انتباه المشاهد عن ما نقصده من “نقل الواقع” والروحانية التي يحسّها المشاهد. وكان الدكتور سليمان العيدي قد استعرض في بداية الندوة لمحة عن تاريخ الصحافة والإعلام في المملكة. وفي نهاية الندوة كانت هناك أسئلة تطلب منه أن يتحدث عن بدايته الإعلامية ونصيحته للشباب المقبلين على الدخول في مجال الإعلام، فقال العيدي: أنا خريج المعهد العلمي الديني بحفر الباطن وكلية الشريعة بالرياض، وأول ما التحقت بإذاعة الرياض عُيّنتُ محرر أخبار وكاتب أرشيف، وهو أمر لم أكن أريده حيث إني دخلت الإذاعة لأكون مذيعاً، ولما اعترضت على ذلك وطلبت الالتحاق بقسم المذيعين قيل لي: لا بد أن تمرّ على جميع الأقسام قبل أن تكون مذيعاً، وفي يوم من الأيام نُقلت إلى قسم الموسيقي لأمضي شهرين فيه حتى أعرف طبقات الصوت، فرفضتُ وقدمت اعتذاراً، فقال لي مدير الإذاعة في حينها زهير الأيوبي: المذيع لا بد أن يكون منوعاً، مرة يغني، ومرة يرقص، فلم أقتنع، فأصدر قراراً في يومها بأن أكون مذيعاً وأُنقل إلى قسم المذيعين، وبعدها بدأت في تقديم البرامج في الإذاعة، ولكن وجدت في نفسي شوقاً للتلفزيون، وكان وقت البث تلك الأيام يبدأ من الخامسة عصراً وينتهي في الحادية عشرة ولم يكن ينقصهم مذيع لقصر فترة البث، ثم عُرضت عليّ فترة الظهيرة يومي الخميس والجمعة فوافقت ولكن سرعان ما أحسست بالملل، وذات يوم سنحت الفرصة التي كنت أترقبها، حيث غاب المذيع صادق يوسف، فكُلفت بقراءة النشرة، ومنذ ذلك اليوم بدأت إذاعة النشرات في التلفزيون. كما قدّمت مسابقة القرآن مدة ثلاث وعشرين سنة، وعملت مديراً لقسم الإعداد في إذاعة الرياض ورئيس قسم المذيعين بها، ومديراً لإذاعة القرآن الكريم، ومديراً لإذاعة القرآن من مكةالمكرمة.