تورد وثيقة استخباراتية بريطانية بتاريخ شهر ديسمبر عام 1973، رفع عنها السرية مؤخرًا لمرور 30 عامًا، أن الولاياتالمتحدة كانت تضع خيار احتلال كلٍّ من الكويت، والسعودية، والإمارات عام 1973 نُصب أعينها، وذلك للاستيلاء على حقول النفط، وفقًَا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وذلك نتيجة غضب الولاياتالمتحدة الشديد، من قرار الدول الخليجية قطع إمدادات النفط، وتخفيض الإنتاج، احتجاجًا على انتهاكات إسرائيل التي يُقدّر الدعم الأمريكي لها بحوالى تريليون دولار وقتها، وكذلك الدعم الأوروبي لها في حرب عام 1973م. ويلمّح التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، كان سيتخذ ذلك القرار في حالة عودة الاشتباكات بين إسرائيل والدول العربية، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، أو في حال قيام الدول النفطية بمواصلة قطع إمدادات البترول. * * * ما لا يحتاج إلى وثائق سرية هو أن هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس نيكسون، كان هو صاحب فكرة الغزو، إذ أعلن وقتها في تصريحات منشورة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعد قوات خاصة لحماية (غزو) منابع النفط في الخليج، وتأمين تدفق البترول للعالم الحر! وقد ردّ على كيسنجر جيمس أكينز السفير الأمريكي لدى المملكة، فأصدر بيانًا ندد فيه بهذه الأفكار الاستعمارية، واستبشع أن تتعامل بلاده مع أصدقائها بمنطق الغزو والاحتلال، وكان جزاء السفير الشجاع أن طرده كيسنجر من منصبه. إن عِبَر تعامل الإدارات الأمريكية المختلفة مع العالم العربي كثيرة، ومن الضروري أن نتذكر دائمًا هذه العِبر، خاصة في ظل الظروف الحالية، التي بلغ طغيان الصهاينة أقصى الحدود، بتهويد القدس، وطرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين.