أكد مسؤولو الطاقة النووية فى مصر أهمية انشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، معتبرين أن هناك حاجة ماسة لدخول المملكة فى هذه التكنولوجيا الحديثة، التى ستسهم فى تحقيق طفرة علمية كبيرة فى المملكة خلال الفترة المقبلة، كما أنها ستسهم فى توفير احتياجات المملكة من الطاقة النظيفة، والمساهمة فى توفير المخزون الاستراتيجى من الطاقةالاحفورية للاجيال القادمة . وقال الدكتور محمد القللى رئيس هيئة الطاقة الذرية فى مصر ل " المدينة" : هناك حاجة ماسة للمشروع الجديد، لتلبية احتياجات المملكة من الطاقة وتنويع مصادرها وتأمينها. وأضاف : كان من الضرورى أن تسعى المملكة لانشاء الأماكن البحثية والمفاعلات اللازمة فى انتاج الطاقة النووية والطاقة الجديدة والمتجددة، كأحد البدائل المطروحة للطاقة، خاصة مع سعى معظم دول العالم لهذا المجال وهذا ما تحققه المدينة. وأشار الى أن الطاقة النووية والطاقات الجديدة والمتجددة، لها امتيازات عديدة ، وأفضل للبيئة، من البترول والطاقة الاحفورية، التى لها تأثيراتها السلبية، مشيرا الى أن جميع دول العالم تبحث عن تأمين احتياجاتها من الطاقة عن طريق الطاقة النووية والطاقة الجديدة والمتجددة . وأوضح أن للطاقة النووية فوائد كثيرة، فهى ارخص من البترول فى التكلفة ، وهى طاقات نظيفة لا تؤدى الى تلوث البيئة، كما أنها تعطى فرصة للمملكة فى الحفاظ على مخزونها من البترول والغاز للاجيال الجديدة، بالإضافة الى أنه سيكون لها الدور الكبير جدا فى تحلية مياه البحر، خاصة مع عدم وجود انهار فى الجزيرة العربية . ودعا القللى المملكة الى السعى لتجهيز أعداد كبيرة من الشباب للعمل فى هذه المجالات المتقدمة، تمهيدا للبدء فى تنفيذ مشروعات قريبا لانتاج الكهرباء من هذه الطاقات الجديدة . وأشار الى أنه رغم استمرار الحاجة للطاقة البترولية بسبب اعتماد وسائل عديدة عليها بشكل أساسي مثل الطائرات والسيارات الا أن المملكة ودول الخليج الأخرى تستطيع أن تستفيد من هذه الطاقة البديلة خاصة أنها ارخص وتوفر البترول والغاز للأجيال المقبلة. وتوقع أن يكون لهذا المشروع العلمى المتقدم، تأثيرات كبيرة على المملكة فى الجوانب العلمية والبحثية، وسيسهم فى تحقيق طفرة معرفية وعلمية، حيث تعتمد هذه الطاقات على علوم متقدمة وبحوث دقيقة . وأوضح انه يتوقع أن تخطو المملكة خطوات كبيرة فى هذا المجال خاصة مع توفر الإمكانات المادية اللازمة وتوفير المناخ المناسب للتقدم فى هذا المجال . ترحيب بالمشروع الجديد من جهته رحب الدكتور أكثم أبوالعلا وكيل أول وزارة الكهرباء بالمشروع الجديد ، مؤكدا على وجود تعاون سعودى مصرى كبير فى مجال الكهرباء . وتوقع أن يكون هناك تعاون بين البلدين فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة أن المسؤول عن المدينةالجديدة كان يشغل منصب وزير الصناعة والكهرباء والذى تربطه علاقات وثيقة بمسؤولى الكهرباء والطاقة المصريين . وأشار الى وجود لجنة مصرية سعودية مشتركة فى مجال الكهرباء تجتمع بصفة دورية لمناقشة أوجه التعاون المختلفة فى مجالات الكهرباء والطاقة، بالاضافة الى مشروع الربط الكهربائى بين البلدين حيث سيتم تبادل الطاقة بين البلدين على مدار اليوم الواحد. *خطوة هامة وقال الخبير النووى المصرى، الدكتور هشام فؤاد على، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق: شئ عظيم أن تقوم المملكة بمثل هذا المشروع، الذى يأتى فى سياق تحرك قوى فى المنطقة العربية للدخول فى المشروعات النووية، مشيرا الى أن عدد كبير من الدول العربية وصل الى قناعة أن الطاقة النووية أصبحت حاجة اساسية فى تطوير مصادر الطاقة فى الدول العربية وأنها ستكون مصادر الطاقة الأساسية فى المستقبل . وأضاف: أن انشاء مدينة الملك عبدالله خطوة هامة، سيكون لها اثر كبير على التقدم العلمى خاصة فى ظل توفر التمويل والامكانات اللازمة والجامعات المتقدمة. وأشار الى ان المشروعات البحثية فى الجامعات السعودية تتم على أعلى مستوى وتخطو خطوات كبيرة فى مجال التقدم العلمى، متوقعا أن تسير هذه المدينة بنفس الخطوات التى تتم فى مجال البحث العلمى فى الجامعات، بل ستكون بشكل أفضل نظرا لانها تتخصص فى مجال حساس وهام. وأوضح أن هذه المدينة العلمية سيكون لها دور فى تطوير المملكة فى شتى المجالات، وستكون على مستوى كبير من التقدم فى مجال الطاقة النووية والطاقة الجديدة والمتجددة.