شكلت ملحمة «السيف الأجرب» ملمحًا بارزًا لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبحرين، عندما لخّصت بكل الصدق والشفافية قصة العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين الجارين، والأسرتين المالكتين السعودية والبحرينية، بعد أن عاد هذا السيف العتيق إلى غمده، وعادت الأمانة إلى أصحابها بتسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المنامة هذا السيف من أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تكريمًا له بمناسبة زيارته التاريخية لبلده الثاني البحرين. فقد روت تلك الملحمة الخالدة تاريخًا مجيدًا، وقصة انتصارات خالدة لمؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله آل سعود، وحفيده مؤسس الدولة السعودية الحديثة وموحد كيانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمهما الله- الذي جعل السيف تحت جملة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله الراية الخفاقة التي ظل يحرص على رفعها خلال مسيرة التوحيد على مدى نحو ثلاثين عامًا، وهي نفس الراية التي استظل بها هذا الكيان الشامخ، بعد أن تحقق حلم التوحيد. اللافت أن هذا السيف ظل رمزًا من رموز العائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد للمملكتين الشقيقتين على مر السنين، وتذكارًا لما بناه الأولون، وأمانة خالصة للأخوة الحقيقية والتاريخية بين القيادتين السعودية والبحرينية، وللتكاتف والتلاحم بين شعبيهما، وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حين قال لأخيه صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة -رحمهما الله- «إن القلوب مجتمعة إلى يوم الدين». ملحمة «السيف الأجرب»، والحفاوة التي لقيها خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة، والتوافق في وجهات نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حيال القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كل ذلك يعكس بجلاء مدى الروابط الأخوية بين القيادتين والشعبين الشقيقين الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، والتي أرسى قواعدها الآباء والأجداد، ضمن ملحمة بطولية تخلّدها الملحمة والتاريخ والتراث.