تعد الحياة الزوجية شراكة تلتقي فيها الأرواح بصدق وتتقاسم المشاعر آمالها وتسكن الأفكار في نهرها الهادئ وتعيش الأحلام مراحل تحقيقها على أرض الواقع بشيء من الصبر وبعض الاحتمال والقدرة على تخطي الصعاب بحكمة الصمود أمام المتاعب ليغرس العمر بذور إثماره في حدائق الحب الشاسعة التي تمحو الإساءات وتغفر الزلات وتبني من أجل المستقبل فهي على يقين بأن انسحاب الظلام يعني بزوغ الفجر، لكن عندما تدب الخلافات ويحاول كلا الطرفين النيل من الآخر بطريقة أو بأخرى تبدأ الصراعات وفق أساليب مقننة تحترم إستراتيجية الانتقام !! زواج المسيار ذلك النوع من الزيجات التي ظهرت كبدائل حلول لمشكلات الواقع المعاصر مثله مثل أشقائه من المسفار والوناسة و.... و.... و.... إلخ. فهي باختلاف ظروفها وتعدد أشكالها كان لظهورها مبدأ يخدم مصالح البشر في ضوء الكتاب المبين وسنة النبي الأمين وتفادياً للوقوع في المحرمات أو ارتكاب المحظورات فالدين يسر وليس عسرا.. لكن تظل قضيتنا الأهم دائماً هي كلمة الحق التي يُراد بها باطل!! فالتصرفات ترتبط بالأعماق وتُشير الدلائل إلى الأحداث وردة الفعل تقف عند تجسيد النيات التي تفكر بصمت وتُمثل حجر الأساس في العلاقات !! فالباحثون عن الاستمتاع بين أحضان الغافلات تحت العديد من المسميات وينسبون الخلل إلى النصيب وعدم الاتفاق !! يقتص منهم الجبار فهو وحده يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور فلا حيلة على الله الخبر الذي نُشر بجريدة المدينة في الحادي عشر من ابريل الحالي حيث حمل لنا بين طياته تفاصيل القناعات الشخصية لدى أناس قد يختلفون في العلاقات الزوجية !! لكنهم متفقون على أن كل الطرق تؤدي إلى روما !!! فالمرأة التي تزوجت مسيارا من زوجين في آن واحد وارتبطت بزوجها الثاني نظراً لاختفاء الزوج الأول بعد عدة أشهر حيث أنها لم تستطع الوصول إلى عنوانه أو هواتفه النقالة واعتقدت من خلال ذلك انه تركها بدون رجعة مما جعلها تقدم على الزواج مسياراً من آخر !! إن التحليل المنطقي للموقف يؤكد على القناعة التامة لدى المقدمين على هذا النوع من الزيجات بأنها مؤقتة وتنتهي بانتهاء المتعة !!! يعني فلسفة استمتاع بالحلال!! لا أقل ولا أكثر!! وهي القناعة ذاتها التي جعلت المرأة تُقدم على الزواج من آخر حتى دون انتظار صك الطلاق من الأول!! فهي على يقين بأنه قد أصاب منها ما أراد ومن ثم رحل!! نعم قد تتنازل المرأة بالرضا والقبول عن بعض حقوقها لظروف معينة!! لكنها ليس معنى ذلك أنها تنازلت عن أدميتها!! فمن أبسط حقوقها أن يتم إخبارها بمصيرها معك حتى وإن لم تكن تريدها!! لا أن تخرج دون عودة وتذرها معلقة !! إن سوء استخدام المواقف وحب الأنا أمور تُفقد المرء لذة الاستمتاع وتُلطخ النقاء بطعم الخداع الذي يظل عالقاً في النفس مهما طال الأجل..