خيمة وجمال هكذا تعيش اصيلة الناجية الوحيدة من الأسرة، بعد وفاة سبعة من افراد اسرتها في سيول جدة التي دمرت منزل الاسرة، مما اضطرها الى اللجوء إلى البراري للعيش هناك مع عمها مشهور العتيبي وأسرته. أصيلة تحدثت ل “المدينة” التي زارتها حيث تعيش، عن شقيقها "سعد" الذي ما يزال مفقودًا حتى الآن، مؤكدة أنه يزورها دائما في المنام ليلا ويطلب منها أن تذهب به إلى حيث أمه، كما تحدثت عن حلم امها التي كانت تتمنى لها أن تصبح طبيبة، مؤكدة أنها ستعود العام المقبل إلى مقاعد الدراسة وستعمل على تحقيق حلم أمها. 3 خيام و5 جمال قطعنا مسافة كبيرة خارج النطاق العمراني للوصول إلى حيث شاء الله لأصيلة أن تعيش بعد كارثة جدة، حيث استقبلنا عمها مشهور وأطفاله، وكانت المفاجأة أنهم يعيشون في 3 خيام وبجوارهم خمسة من الابل. في البداية تحدث عم اصيلة قائلا: شقيقي وأسرته لقوا حتفهم في سيول الأربعاء الشهيرة إلا اصيلة، التي كانت بصحبتي مع اسرتي في نزهة خارج مدينة جدة عند هطول الامطار، حيث جاءني اتصال بأن منزل شقيقي جرفه السيل، وحاولت الاتصال به ولكن بدون اجابة وصدمنا عندما تأكدنا من خبر وفاته وزوجته وابنائهم (رهف، الهنوف، سعد، شايع، وصايل) وجميعهم تم العثور على جثثهم، حيث تم العثور على جثة شقيقي علي وزوجته وشايع في الايام الاولى من الكارثة، فيما عثر على جثة صايل بتاريخ 21/12/1430ه ومن بعده جثة الهنوف بتاريخ 3/1/1431ه، وكانتا متحللتين، وتم نبش قبر الام والاب بمقبرة الحرازات لأخذ عينات منهما وإخضاعهما للتحليل وبحمد الله تطابقت العينات مع جثتين وتم التعرف على هويتهما بأنهما صايل والهنوف، اما آخر المفقودين (سعد) فلا نزال إلى الان لا نعرف أين جثته، هل تم العثور عليها ضمن الجثث التي لا تزال مجهولة وتخضع لتحليل ال DNA في الادلة الجنائية، ام أنها ما زالت مدفونه في أحد المواقع؟ في انتظار مليون الشهيد وأضاف: راجعت العديد من الجهات الحكومية على رأسها: امارة منطقة مكةالمكرمة والمحافظة والشرطة والدفاع المدني لمعرفة مصير التعويضات التي امر بها خادم الحرمين الشريفين (مليون الشهيد)، بالاضافة الى معرفة مصير سعد الذي لم يتم تحديد جثته ومازال في عداد المفقودين. وأضاف: اضطررنا بسبب الدمار الذي أصاب منزلي ومنزل شقيقي للذهاب الى منطقة نائية حيث نصبت ثلاث خيام إحداها لنوم البنات وزوجاتي وخيمة للاولاد واستقبال الضيوف وخيمة تستخدم كمطبخ، واهداني احد الاقارب عددا من الجمال لشرب الحليب والاستفادة من لحمها. أصيلة وشقيقها سعد اتجهنا الى أصيلة الناجية الوحيدة من الاسرة لتتحدث عن اسرتها، ولكنها رفضت الحديث في بداية الامر، وكان الخوف باديا عليها عندما شرع زميلي المصور في التقاط صور لها بجوار عمها مشهور الذي تحدث إليها وطلب منها التحدث، فوافقت وقالت: كل ما اطلبه ان يتم العثور على جثة شقيقي سعد ليدفن بجوار امي وابي واخوتي لانني أشاهده مرات عديدة في منامي يتحدث معي ويطلب مني ان اذهب به إلى أمي، هذا ما يحدث معي عندما أنام حيث يظهر في أحلامي ويطلب مني دائما الذهاب به إلى أمي، لم أعد أتحمل أشعر أنني عاجزة عن مساعدته. لم أعد أشعر بالحياة وعن شعورها وقد استشهد جميع أفراد اسرتها في سيول جدة قالت: نعم استشهدوا جميعا واشعر بأنني فقدت حياتي ولم اعد اشعر بالحياة، ولكنهم قريبون مني واشعر بوجودهم بقربي، ولكن ما خفف من مصيبتي عمي مشهور وبناته وزوجاته الذين لم يقصروا معي واصبحوا كأسرتي. سأحقق حلم أمي وأضافت أصيلة: تركت الدراسة هذا العام بسبب ظروف وفاة اسرتي والحالة النفسية التي كنت عليها بعد الكارثة ولكن مع العام الجديد سأكمل دراستي بالصف الرابع ابتدائي وأحقق حلم أمي بان أكون طبيبة، فقد كانت تقول لي بانها تحلم ان اصبح طبيبة لكي اعالجها عندما تتقدم بالسن. وهكذا تركتنا اصيلة ونحن نتحدث مع عمها مشهور، حيث ذهبت الى احد الاماكن وجلست وكأنها تنظر للمستقبل المجهول ماذا يخبئ لها؟.