أدى التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حدث في المجال الصحي إلى امتداد وتشعب دور الممرضة، فبعد أن كان دورها الرئيسي يقتصر على الرعاية الجسمانية للمريض وتنفيذ إرشادات ومتطلبات الطبيب أصبح الآن يشمل العديد من الجوانب الأخرى، منها الرعاية الشاملة للفرد خلال الصحة والمرض، حيث تشمل هذه الرعاية النواحي الجسمانية والنفسية والاجتماعية والروحية.. وتعليم المريض وأسرته ومدهم بالإرشادات اللازمة للوقاية من الأمراض والارتقاء بصحتهم.. والاشتراك في وضع الخطط الشاملة والمتكاملة للرعاية الصحية للفرد والأسرة والمجتمع.. والاشتراك في الأبحاث العلمية، وتنسيق الخدمات الصحية وغيرها. وقد قامت منظمة الصحة العالمية بتحديد المسئوليات الأساسية للممرضة التى اشتملت على العديد من الأعمال والمهام، منها تقديم الرعاية التمريضية للمريض وفقا لاحتياجاته الجسمانية والنفسية والروحية سواء قدمت هذه الرعاية في المستشفيات أو المنازل أو المدارس أو المصانع. والعمل كمدرسة للصحة أو مستشارة للمرضى وأسرهم في منازلهم وفى المستشفيات وفى دور الاستفتاء وفى المدارس العيادات أو الوحدات الصحية ونظرا لاتصالاتها الواسعة والوثيقة بالمرضى وأسرهم فإنها دائما تكتسب ثقة الأسرة وتكون في موضع مناسب لوضع المعلومات العلمية في لغة مبسطة لهم وتساعدهم على تفهمها والعمل على وضعها موضع التنفيذ. والمساهمة مع أعضاء الفريق الصحي في تحليل الاحتياجات الصحية وتحديد الخدمات التمريضية المطلوبة وكذلك في تخطيط وإنشاء المباني والتجهيزات المطلوبة لأداء هذه الخدمات على أتم وجه. الصفات اللازمة للممرضةيجب أن تتحلى الممرضة بكل الصفات التي تؤهلها للقيام بمهنتها على أحسن وجه ومن هذه الصفات أن تكون سليمة الجسم والعقل، وأن تكون ناضجة في تفكيرها وتصرفاتها، وأن تكون لها ذخيرة من المعلومات الأساسية للمهنة وكذلك المعلومات العامة، وأن يكون لديها المهارات الخاصة بمهنة التمريض، وتكون حنونة وصادقة ويقظة الضمير وقوية الملاحظة، وتتسم بالدقة في عملها وحازمة وذكية ومتيقظة. أما دورها في غرفة العمليات فهو فعال، ويبدأ باستقبال المرضى من الأقسام الجراحية الخاضعين للجراحة، والتنسيق مع الأقسام الأخرى في طلب الحالات الخاضعة للجراحة، ومراقبة المرضى في غرف الانتظار وإعطاء الأدوية إن وجدت وكذلك مراقبتهم بعد العملية الجراحية لحين الافاقة التامة ومن ثم إرسالهم الى الأقسام الخاصة بهم. بل وأحيانا تقوم بتعقيم الأدوات الجراحية كل تلك الصفات، قد تكون حافزا مهما للشفاء العاجل عند المرضى، وهنالك قول شائع “أن الكلمة الطيبة لا تشفي المريض، ولكنها تخفف عنه”. فالممرضة أو الممرض بلباسهما الأبيض الناصع، علامة الصفاء والسكينة بلسم للجراح يداوي بهم المريض. حقيقة إنها من المهن التي تستوجب الإيمان والصبر والعطاء بلا حدود، إنهم بحق ملائكة الرحمة. إعداد: منى الحارثي منسقة التمريض السريري لكبار الشخصيات