أكد مصدر في اللجنة المحايدة المكلفة بإعادة التحقيق في حادثة الشغب التي شهدتها مؤسسة رعاية الفتيات بمكةالمكرمة ان اللجنة لم تنته من دراسة كافة ملفات الحادثة. وقال المصدر ل”المدينة”: إن اللجنة لا تزال تواصل تحقيقاتها مع كافة الأطراف ذات العلاقة، إضافة إلى دراسة ملفات التحقيق السابقة التي أجرتها اللجنة الخماسية و التي تولت التحقيق عقب الحادثة مباشرة مشيرا إلى انه تم قطع شوط كبير في جانب التحقيقات وأن النتائج سوف تظهر قريباً، إن شاء الله، وأنها ستكون مستوفية لكافة جوانب الموضوع ومرضيه للطموحات. وأضاف المصدر إن اللجنة سوف تضع بعض المقترحات و التصورات و التي من شأنها جعل المؤسسة تقوم بدورها التربوي والتأهيلي و التعليمي لكافة النزيلات. من جهة ثانية كلفت وزارة الشؤون الاجتماعية مدير دار التربية الاجتماعية بمكة محسن القحطاني برئاسة لجنة الحماية الاجتماعية بمكة خلفا لعبد الصمد الصبحي عضو اللجنة المحايدة للتحقيق نظرا لانشغاله بأعمال التحقيق مع أعضاء اللجنة. وعلى الصعيد نفسه عقدت لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكةالمكرمة زيجات لست نزيلات في دار رعاية الفتيات بمكةالمكرمة، ممن شاركن في أحداث الشغب التي حدثت مؤخرا، بعدما ثبت صلاح سلوكهن منهية بذلك قضاياهن المعلقة في أقل من شهرين. وأكد الشيخ عبد الكريم الطاش عضو اللجنة المتخصص في قضايا رعاية الفتيات أن اللجنة وافقت على طلب عدد من الشبان رغبوا في ستر النزيلات، ممن حولن لدار الرعاية الاجتماعية ، ليتم عقد قرانهن داخل أروقة اللجنة، بحضور أولياء أمور ثلاث فتيات، فيما قرر القاضي تزويج ثلاث أخريات إثر رفض أهلهن إبداء الرأي حول تزويجهن أو استلامهن. وبين أن اللاتي تم تزويجهن ثلاث نزيلات من محافظة جدة وواحدة من كل من مكةالمكرمة وجازان وتبوك، مشيرا إلى أن عمر أصغرهن 15 عاما، وأكبرهن 25 عاما، ، وجميع قضاياهن تغيب عن المنزل وقد شملهن عفو خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمناسبة عودة سمو ولي العهد الميمونة. وأوضح الشيخ الطاش أن خمسة من العرسان الذين اقترنوا بالنزيلات، غير متزوجين، وواحد فقط “معدد”. وأضاف إن الزيجات الست رفعت إجمالي عدد النزيلات المتزوجات في دار الرعاية إلى 103 حالات، منذ تدخل اللجنة في نظر ملفات قضاياهن قبل ثمان سنوات، حيث بلغت نسبة نجاح هذه الزيجات 99% ، فيما انحصر الفشل في حالة واحدة نجحت اللجنة في تزويجها مجددا. من جانبه أوضح الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة مكةالمكرمة، إلى أن سرعة إنهاء القضايا، وحسمها من قبل اللجنة، تأتي نتيجة لتوجيهات واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة اللجنة، الذي يحرص على الدعم المباشر لأعمال اللجنة، من خلال متابعته الشخصية لخطواتها ومعالجاتها لكثير من الإشكاليات، مما كان له عظيم الأثر في تحقيق المزيد من النجاحات . وحذر الزهراني من سبعة أسباب رئيسية تساعد في بروز قضايا تغيب وهروب الفتيات، تشمل التفكك الأسري، وضعف الوازع الديني، وسوء التربية، والتراخي في الرقابة الأسرية، وتقلص دور الآباء والأمهات، وجفاف منبع العطف الأسري، مؤكدا أن التربية الإسلامية الصحيحة بما فيها من عطف وحنان وتقويم وحوار كفيلة بإبعاد شبح التشتت الأسري.