شيعت بلدة البديع بمنطقة جازان مساء أول أمس شهيد الوطن العريف محمد بن جابر جبريل الجريبي (32) عاما من اللواء الرابع عشر الذي حضر من منطقة تبوك لمساندة القوات المسلحة في حربها على المتسللين والتي انتهت أحداثها مؤخرا، و أصيب العريف الجريبي بإصابات بليغة أدت إلى وفاته واستشهاده في الموقع مباشرة أثناء قيامه بإبطال أحد الألغام التي اكتشفت على الحدود الجنوبية. ودفن الشهيد الجريبي في مقبرة البديع بعد الصلاة عليه وحضر جنازته عدد من الضباط والجنود من زملائه بالقوات المسلحة وقدموا تعازيهم لأسرته، ويعد الشهيد من الجنود الذين لا يزالون يعملون في البحث عن الألغام المزروعة على الحدود السعودية الجنوبية بعد أن تركها المتسللون وزرعوها في عدد من المواقع، كما أنه يحمل تخصص سلاح المهندسين ولديه خبرة في مجال الألغام وتفكيكها على مدى 12 عاما من العمل في هذا المجال. ويقول والده: نحن نفتخر باستشهاد ابننا وهو يقوم بعمل يحمي به دينه ووطنه وقدم روحه فداء لتطهير أرض الوطن من ألغام الحاقدين المتسللين فكان استشهاده وهو يقوم بتنظيف الحدود من الألغام القاتلة التي تركها المتسللون أثناء الحرب لكي لا تحصد أرواح الأبرياء. وأضاف: ليست هناك آثار حزن تظهر علينا جميعا بل هي علامات فرح ستبقى وقد استبشرنا بنبأ استشهاده لأنه عنوان لكل مواطن يحب دينه ووطنه ويدافع عنه بكل ما يملك، وتابع والد الشهيد الجريبي حديثه قائلا: إن حكومتنا، حفظها الله، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني اهتمت بأمر المواطن وحفظت له كرامته واتضحت من خلال وقوفهم أولا بأول مع الجنود المرابطين على الحدود الجنوبية ماديا ومعنويا ولم ينسوا الشهداء منهم وتكفلت برعاية أبنائهم وأسرهم مدى الحياة. والشهيد متزوج ولديه ثلاثة من الأطفال يسكنون حاليا مع جدهم في غرفة وحيدة بعد انتقاله من منطقة تبوك إثر الأحداث الحدودية الأخيرة ولعل استشهاد والدهم يصعب من ظروف والدهم المادية وسيبقيهم على هذا الحال الذي هم عليه الآن وأملهم بعد الله سبحانه وتعالى في القيادة الحكيمة والمسؤولين في مساندتهم وتغيير ظروفهم المعيشية بعد فقدهم والدهم الذي كان يعولهم في حياته.