في أمسية شعرية تألقت فيها الكلمة وتوشحت بأعذب الكلمات وأعمق المعاني وتجلت فيها لغة الشعر وجزالته، احتضنت قاعة المحاضرات بنادي القصيم الأدبي قبل أيام الأمسية الشعرية التي أحياها ثلاثة من شعراء جازان، هم إبراهيم صعابي وعيسى جرابا وحسن الصلهبي وأدارها الدكتور إبراهيم الدغيري. جاءت قصائد صعابي محملة بهموم الوطن ومن ثم الأمة ومثقلة بهموم الآخرين باحثاً عن مخرج لتلك الأزمات التي يعانيها غيره ومجتمعه، كما جاءت الصور كثيفة معبرة حين ألقى: “بقايا حلم غائب- حبيتي- كل حي نبض ماء- شيء أحس به_ أستاذة النحو”. بينما كان الشاعر جرابا يأسر الحضور بروعة إلقاءه وعمق شعره الذي أخلص فيه لمشاعره الذاتية مصوراً هواجسه النفسية المترعة بالوجع والألم، فجاء شعره شفيفاً حنوناً، ملقيا عددا من القصائد منها: “مالي ومال الشعر- في قبضة الصمت- سكب الوجد فؤاده- أمي- قالت جنون أن تحب- رشوة- على ضفة الجرح- شذى النحو”. أما الشاعر الصلهبي فقد شدّ انتباه الجمهور مع تلك التقاطعات التي ميّزت بعض قصائده وهي ترتد إلى لغة الشعراء الأوائل في نَفس شعري طويل، مهتماً برصد التفاصيل والتعبير عن تلافيف النفس والجري خلف المعنى حتى يجهز عليه، واستمع الحضور إلى قصائده: “بين يدي امرئ القيس- لا شيء يجبر للرحيل من المكان غير المكان- حبيبة- السندباد في سديم الأفك”. وأبدى د. حمد السويلم نائب رئيس نادي القصيم الأدبي سعادته بمستوى الشعر الذي قدمه الشعراء في هذه الأمسية الذي تميز بالجزالة والقوة وجمع بين الصور الشعرية الرائعة والمعاني الجزيلة.