إن المراجع لمستشفى العيونبجدة يعاني من الروتين، وعدم الاهتمام بحالة المريض ما الله به عليم! وإليكم حالة كنموذج، وبعض المشاهدات.. وما خفي كان أعظم! فقد تعبت زوجتي من حساسية شديدة في عينيها، وفي الصباح قلنا هيا بنا إلى مستشفى العيون الوحيد في جدة، وذهبنا وياليتنا ما ذهبنا! فعند الوصول طُلب منا تحويلاً من مركز صحي، أو الذهاب إلى مدير العيادات.. وكوننا لم نحضر تحويلاً، مع أن المراكز الصحية لا يوجد بها سوى طبيب عام لا يفقه شيئًا في العيون، إلاّ أنه الروتين، ورفع ضغط المريض، فاتّجهنا إلى مدير العيادات الذي بدوره حوّلنا إلى طبيب في مكتب مجاور، فقام بالفحص، وطلب منا الانتظار.. فذهب كل منا إلى مكانه المخصص له. وبعد حوالى ساعة ونصف راجعنا فقال وبكل بساطة: الحالة ليست طارئة، ولا يمكن أن نصرف لها أي علاج!! فذهبنا نشتكي إلى الله، وقلنا لعلنا عندما نأتي بتحويل يتم الاهتمام بالحالة، ونُعطى العلاج، وفي اليوم التالي ذهبنا إلى مركز صحي الحي، ومسكنا طابورًا حتى نحصل على التحويل.. وفعلاً حصلنا على التحويل كتحصيل حاصل، وذهبنا نسابق الريح لمستشفى العيون، وقلنا: احضرنا التحويل، فأعطوا زوجتي رقم مراجع على العيادة.. هذا الكلام الساعة 8 صباحًا، وكان رقمها (2) على العيادة. فجلسنا ننتظر دورنا، ومضت الساعة، والساعة والنصف، ولم تفتح العيادة ونحن وغيرها من المرضى ننتظر، وفي الساعة (9:30) بدأ العمل فتخيّلوا معي يا أصحاب القرار في وزارة الصحة الموقرة، مع الروتين والتجهّم، وعدم تقدير وضع المريض، واستقطاع (ساعة ونصف) من وقت الدوام بدون وجه حق هناك مشكلة كبرى، وهي الاستعجال في فحص المريض، فلا يمكث في العيادة إلاّ دقائق معدودة إن لم تكن ثواني، ويخرج وكأنه حمل يريدون الخلاص منه، فبعد كل هذه المعاناة لا يجد المريض من يضمد جراحه، ويفحصه جيدًا حتى على الأقل يحس أن وقته مع كل هذه المعاناة، لم يذهب سدى. أمّا حالة زوجتي بعد دخولها العيادة فليست بأحسن من الآخرين. فقد خرجت بسرعة البرق (بقطارة) مهدئة للالتهاب، ويا قلب لا تحزن.. فما أدري رأي معالي الوزير في هذا الوضع، وفي مَن يأخذون حقوقهم كاملة، وينقصون الاخرين.