أكدت الروائية سمر المقرن أن المرأة لاتزال تعاني من نقص واضح في مواد القانون (الشريعة) تطبيقياً فيما يتعلق بحمايتها، فهي لا تعرف حقوقها عندما تتعرض للضرب أو الحرمان من التعليم أو الأذى الجسدي أو النفسي وكذلك حالات التحرش الجنسي، وأشارت إلى أننا أمام رأي عام في بلادنا يميل إلى أن يخضع الجنس الضعيف (المرأة) خضوعا تاما للجنس الأقوى (الرجل)، وهذا كله قائم على عالم النظريات بمعنى أنه لم يحدث قط تجربة نظام آخر. جاء ذلك خلال حديثها في الندوة التي أقامها نادي جازان الأدبي قبل أيام مُمثلاً باللجنة النسائية بعنوان «حقوق المرأة بين تمظهرات المثاقفة وتحديات السائد الاجتماعي» بقاعة الأمير فيصل بن فهد بالنادي واستضافت فيها إلى جانب المقرن رئيس جمعية حقوق الإنسان أحمد بن يحيى البهكلي وأدارها الدكتور حمود أبو طالب. وأضافت المقرن: عنوان المحاضرة يبدو مقلقاً نوعا ما ومن المتوقع أن يحدث خلط غير مقصود وربما مقصود بين السائد وبين الفضيلة باعتبار أن الفضيلة هي السائدة أو أن السائد الاجتماعي هو الدين ولابد من التأكيد على نقطتين قبل البدء: أولاً تحدي السائد الاجتماعي الديني باعتبار أننا أمة ملتمة على دينها لا تراهن عليه ولا تبتغي بديلاً عنه، وثانياً : القلق من العنوان والحقيقة أن القلق ليس رؤية سلبية في العنوان ذلك أن القلق حافز للإبداع فالقلق الناتج من العنوان هو في الحقيقة قلق إيجابي. من جانبه أوضح الشاعر والحقوقي أحمد البهكلي أن حقوق المرأة في الإسلام بحسب الضوابط الشرعية والمشكلة تكون في أمرين: بعض الممارسات الاجتماعية التي تمتهن هذه الحقوق أو تشوبها فيما يتعلق بالمساواة مع الرجل والعمل والزواج والميراث والتملك، وبعض أشكال الطرح الإعلامي الذي جعل من قضايا المرأة وسيلة لتصفية الحسابات مع الخصوم. ورأى أن تدخل الرجال بتصرّف في قضايا النساء بقصد بيان الأحكام الشرعية جعل المرأة نفسها خارج إطار المناقشة، وأعجب العجب هذه الإثارة الإعلامية المتواصلة لموضوعات هامشية كبيع الملابس الداخلية وقيادة السيارة والاختلاط والرياضة وهي موضوعات ما إن تثار حتى يتداعى بعض الإعلاميين لمناقشتها بحسب حرارة الموقف التي تطرح فيه بشكل أشبه بحالات الصرع التي تأخذ شكل الهذيان المحموم، والإعلام العربي عموماً يعاني هذا ولكنه أحيانا يكون في غيبوبة عن قضايا أكثر إلحاحا ويعرض عنها كأنه لا يسمع ولا يرى وبالتالي فهو لا يتكلم. ومن أهم القضايا التي يجب طرحها المحافظة على كرامة الآخر بتوفير العمل المناسب لها دون التخلي عن أنوثتها وحمايتها من الاستغلال الجنسي والعنف النفسي والجسدي والتحرش الذي ارتفعت حالاته في كل انحاء العالم مما يشكل رعبا دائما للنساء، فعلى الإعلام إثارة هذه القضايا بجدية لأنها من الأمور التي تقض مضجع النساء.