قصة جديدة عن مغامرات بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف في مسلسل الهيئة الذي أخذ ينافس المسلسلات المكسيكية في طول حلقاتها وملل أحداثها وزيف بطولات أصحابها رغم حظوها باهتمام ومتابعة الملايين من المشاهدين. فلا يمر يوم تقريباً دون أن نسمع عن قصة وضحية جديدة أبطالها رجال الهيئة وأشخاصها مواطنون لا حول لهم ولا حيلة؟! وضحية حلقة اليوم هو المذيع في القناة الأولى عبدالله السعدي الذي نشر قصته على صفحته في الفيس بوك، وتأكيد صحة روايته يقع عليه. فقد تمت مداهمة سيارته وكانت معه زوجته، كما يقول، من قبل ثلاث سيارات تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. نزل منها حوالى ستة رجال ، وجهوا له عدة أسئلة بطريقة مخيفة ، متسائلين عن الصلة الشرعية التي تربطه بالمرأة التي معه في السيارة، ولما ثبت لهم صحة كلامه تحولت التهمة إلى أنه قام بتقبيلها في مواقف السيارات، ليتحول حديثهم معه إلى عدم تستر زوجته .. وطول ثوبه لينتهي بسؤاله عن عدم استخراجه كرت عائلة ولماذا يحتفظ بعقد النكاح بعد مرور 8 أشهر على تاريخه ، «وكان الشخص الذي يسألني مصرا على أن في المسألة ما يثير الشك كونه عاقد أنكحة»؟! أما ما جعلني أشبه حوادث الهيئة بالمسلسلات المكسيكية فهو ما رواه المذيع عبدالله السعدي من تعامل بعض أعضاء الهيئة معه بشراسة ، حتى أن أحدهم طبق عليه ما يشاهد في أفلام (الآكشن) حين أسنده على السيارة وأدار يده خلف ظهره وقام بتفتيشه وإمطاره بوابل من الأسئلة لم يكن بمقدوره أن يجيب عليها في آن واحد. وما حزّ في نفسه، كما يقول، «أنهم لم يستمعوا لي حين أخبرتهم أن زوجتي منهكة واستمر تحققهم حول دفعي ببطلان اتهاماتهم لنحو نصف ساعة» . ما حدث مع هذا الشاب وزوجته، وما يحدث من بعض رجال الهيئة يحتاج منا إلى التصرف بكثير من الهدوء والروية وفق منهج أكثر أهل المنطقة الغربية من «ترويق الدماغ»، وذلك وفق نصيحة الممثل الفكاهي المصري أحمد مكي من ضرورة تكبير ال «جي» أي الجمجمة. وتصغير ال «دي» أي الدماغ. وهو ما يُذكرني بطرفة قد لا يقبلها البعض تقول بأن رجال الهيئة اطبقوا على زوجين يجلسان على كورنيش العروس في جلسة رومانسية يتبادلان الحديث وذكريات الماضي السحيق حيث أدرك الصديق بل وتعدى الستين من عمره وكانت زوجته قريبة من ذلك السن، فلما سألوا الزوج عن إثبات أن المرأة زوجته ردت هي عنه قائلة: «تبغوني دحين أقوم أشبشبه قدامكم علشان تعرفوا إنه زوجي؟!». وأنهي مقالي بنصيحة اسديها للرجال السعوديين عامة وهي عدم إظهار مشاعر الود ناهيك عن الحب للزوجات، رغم أن أكثرهم سيقول لي لا توصي حريص، وأن يمشي بعيداً عنها، ولا يحاول مساعدتها لو تعثرت أو تسنيدها إذا تعبت، ناهيك عن الامتناع عن تقبيلها حتى ولو كانا داخل حجرتهما الخاصة .. وحتى يكون الرجال في السليم ويبعدوا أنفسهم عن أي مشكلات أقول لهم: أتركوا زوجاتكم في البيت .. وإن أردن الذهاب إلى أي مشوار .. أرسلوهن مع السائق أريح لكم وأروق لدماغكم وأسلم من الوقوع في براثن من لا يرحم. ولمثل هؤلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من لا يرحم الناس : لا يرحمه الله ))، ونردد هنا أيضاً حديثاً آخر لرسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم: (( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض ؛ يرحمكم من في السماء )) . ولقد جرت سنة الله تعالى أن من اشتغل بعيوب الناس اشتغل الناس بعيوبه , وأذاقوه من الكأس الذي طالما جرَّعه غيره , وأظهروا من فلتاته وزلاته ما لم يكن بالحسبان .. فكما تُدين تُدان.