في وقت أعلنت السلطات العراقية مضاعفة جهودها واجراءاتها الامنية بعد سلسلة انفجارات شهدتها مناطق متفرقة من العاصمة بغداد في الايام الماضية، أكد السفير المصري في بغداد شريف شاهين أن"البعثة الدبلوماسية المصرية لن تغادر العراق تحت أي ظرف ومهما حدث وسوف تستمر فى أداء عملها دون أن تتأثر بالهجوم الانتحاري الذي استهدفها الاحد الماضي". وقال شاهين في بيان صحافي، وزعته البعثة الديبلوماسية المصرية ببغداد، أمس"هذا هو هدف الإرهابيين الذين أرادوا إرهابنا معنويا حتى لا نقف مع العراق، الا أننا لن نستجيب لأى ضغوط تحاول اعاقة مهمتنا فى العراق". وأشاد السفير شاهين بحراس القنصلية المصرية من عناصر الامن العراقيين، الذين ضحوا بحياتهم للدفاع عن القنصلية ومنع المهاجم الانتحاري من الوصول إلى القنصيلة، قائلا "دماء هؤلاء الأبطال الزكية لن تضيع هدرا وسوف تعاود القنصلية عملها فى أقرب وقت لاداء واجبها تجاه العراقيين والمصريين". وأشار إلى أن "السفارة المصرية مدينة لضابط الحراسة العراقي ورفاقه الذين استشهدوا وهم يدافعون عن مقر القنصلية المصرية، لأنهم بتدخلهم منعوا الانتحاري من دخول مبنى القنصلية وإلحاق المزيد من الأضرار بالمبنى والعاملين فيه من المصريين". وكانت القنصلية المصرية الكائنة في منطقة المنصور (غرب بغداد) قد تعرضت الاحد الماضي الى هجوم انتحاري اسفر عن مقتل أربعة من رجال الشرطة المكلفين بحماية السفارة وأصابة أربعة اخرين، فضلا عن جرح عدد من موظفي القنصلية. الى ذلك أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبصفته القائد العام للقوات المسلحة، أوامره لقوات الامن في بلاده على اختلاف تشكيلاتها، بمضاعفة إجراءاتها الحازمة والفاعلة والمستمرة لمواجهة "الإرهابيين". ونقل بيان حكومي تلقت “المدينة” نسخة منه أمس، عن المالكي قوله ان "الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون وأعوانهم خلال الأيام القليلة الماضية خصوصا في بغداد تشير بوضوح إلى طبيعة الأهداف والمخطط الذي يراد تحقيقه.. إنهم يريدون دفع البلاد إلى الفتنة والفوضى وتحطيم إرادة العراقيين". وأضاف "طبيعة هذا المخطط وما لدينا من معلومات تتطلب إتخاذ إجراءات أمنية احترازية لاسيما في العاصمة بغداد وضواحيها، وبناء على هذا فإن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ستضاعف من إجراءاتها الحازمة والفاعلة والمستمرة لمواجهة الإرهابيين". ودعا رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، العراقيين الى التعاون مع الأجهزة الأمنية في تنفيذ هذه الإجراءات، كما حث الأحزاب والقوى السياسية إلى التكاتف والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية وعدم صب الزيت على النار، على حد قوله، مؤكدا بانه "ليس هذا هو الوقت المناسب لإطلاق الاتهامات والنيل من معنويات الأجهزة الأمنية والصيد في الماء العكر".