في مساء أول يوم العيد من العام الماضي طرق مجموعة من الاطفال باب أحد جيرانهم وخرج إليهم احد القاطنين في المنزل صارخا في وجوههم بانفعال وتجرد من الانسانية والاحساس ببراءة الطفولة وكان عبوس الوحدة والكلام معبرا عن انجعازه من اطفال ابرياء جاءوا مهنئين بالعيد واخذ العيدية كما كان العيد والاطفال في الزمن الماضي مما حدا ببعضهم البكاء والهرب وسقوط بعضهم ارضا.. كل ذلك من وحشة انسان لا يمت للانسانية بصلة، كنت حاضرا وامامي ذلك الموقف الدرامي الذي احزنني كثيرا. وابكاني في نفس الوقت.. وحتى اجعلهم ينسون ذلك اليوم قررت ان يكون ذلك المساء يوم عيد مختلف وبصور فرحوا وفعلوا كل شيء حتى بزوغ الصباح.. وهنا دارت اسئلة في ذاكرتي.. كان الاطفال مثل هؤلاء في حقبة من الزمن.. وكانت الطفولة تحظى بالاهتمام سواء في محيط الاسرة او الجيران أو الاماكن العامة التي كانت تقدم مسرح الطفل.. وبرامج الاذاعة والتلفزيون التي تقدم برامج خاصة بهم ورغم محدودية الامكانيات سواء من مسرح طفل او برامج اعلامية الا ان الطفل يكون قنوعا ويسعد بأعياده واجازته وكانت مجلات ماجد وحسن تصدر قائمة الوسائل المقروءة التي تهتم بالطفل وتلفزيون جدةوالمدينة والرياض وكان محمد النشار ومدني شاكر الشريف وهاشم الخزان وغيرهم الكثير من كتاب كلمات الاطفال وملحنيها ولعب تلفزيون المدينة بكافة عناصره دورا هاما في برامج الطفل ومتطلباته في ذلك الوقت واستمر اعواما عديدة وكان اهل المدينةوجدة من كتاب وملحنين من اكثر من قدم برامج الطفل واذاعة وتلفزيون ايضا.. لكن الغريب في الامر الآن ان الثورة المعلوماتية المختلفة والاعلامية سواء تلفزيون او اذاعات او فضائيات او خلافه. لم تقدم شيئا يذكر يتلمسه الطفل ويحس به رغم هذا التقدم الهائل اللهم سوى قناة الاطفال الخاصة التي افتتحها وزير الاعلام في جدة وهذه ربما تستحوذ على اهتمام الطفل بنسبة عالية ولو انها جاءت متأخرة ولكن المهم انها جاءت في الوقت المناسب بالاضافة الى بعض الاجتهادات الاذاعية المشكورة وهذا ما يهمنا محليا وقد ملأت فراغا كبيرا يعيشه الطفل في ظل وقت سابق كانت تحجم القنوات العربية والخليجية عن الاهتمام بالشكل اللافت متناسية هذه المسؤولية مع العلم ان شرائح كبيرة من الاطفال يشاهدون القنوات الفضائية وهي غير مناسبة لاعمارهم ولم تلتفت الا للكبار وتلبية رغباتهم العقيمة وافكار بعضهم الضحلة وتناسوا ابتسامة اطفالنا وهضموا حقوقهم وبراءتهم الطفولية ولم يستغلوا نسبة مشاهدتهم المرتفعة بالشيء الذي يمليه الضمير والانسانية. عزاؤنا أو أملنا في قنواتنا المحلية وهي بلاشك مهتمة بشؤون اطفالنا. بقي شيئا مهما ان يكون هناك مسرح طفل اسبوعي يشترك فيه كتاب الطفل وقاصدهم وهذا نداؤهم لكافة الذين يعنون بهموم الطفل.