سنستدرك اليوم ما بدأناه بالمقال الماضي عن تاء التأنيث الساكنة ونتكلم عن: حكاية تاء الفاعل المتحركة العجيبة.. والطويلة، وإنها اكبر بكثير من أن يستدركها مقال ويفي شرحها عمود، إنها تاء الفاعل يا أخوان.. تاء الذكورة، تاء السلطة.. والسطوة.. التاء المتحركة لا الساكنة.. الفاعلة لا المنفعلة، وكما ورد في علم النحو و الصرف فإنها سميت بالمتحركة للتفريق و الفصل عن تاء التأنيث التي وكما أسلفنا في المقالة الماضية مبنية على (السكون).. التام.. وتاء الفاعل من حيث الإعراب فإنها تبنى على حركات ثلاثة وهي من حيث الترتيب (الضم – الفتح – الكسر) ولمزيد من الفهم والإيضاح أجد نفسي مضطرة لسوق مثال صغير: فإن يقل فلانا «ضربت زوجتي» فان التاء هنا متحركة في محل رفع الفاعل» ولا ندري إلى أي حد سيستمر ارتفاع هذا الفاعل» (بالتجني) وبالمقابل فإن «بكت الزوجة» فالتاء هي تاء التأنيث الساكنة» كما لا ندري إلى أين سيمضي بها هذا السكون. و(البكاء).. اجل هذا هو الفرق بين المتحرك و الساكن و هو كما تعلمون طويل.. طويل.. غريب أمرك أيتها اللغة، حتى من قواعدك تفوح رائحة سطوة الذكورة.. ما تراه السبب؟ ألأنّ مؤسس علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي وليست زوجته مثلا؟ أم تراه لغزا آخر!! من حيث النتيجة لا يهم لأن من تحرك قد تحرك ومن سكن قد سكن.. وبعيدا قليلا عن اليأس ومن اجل جرعة تفاؤل لتلك الأنثى الساكنة نقول من يدري فقد يأتي ذلك الزمن الذي نشهد فيه انعتاق تاء التأنيث من حالة السكون القصوى إلى حالة التحرك وتصبح لدينا السيدة فرويده، والسيدة انشتاينه ومعهم بنت خلدون، ولن ننسى عالمة الفقه السيدة(؟؟؟) ختاما من قال إن السكون هو رديف الضعف.. أليست الشمس ساكنة والأرض هي التي تدور مع أن الشمس هي التي تنير.. لا تفرحن كثيرا.. إنها تنير لكن.. تحترق.