(إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) قالها الحكماء قديماً وأنا أكررها اليوم لأننا يجب أن نعرف متى نتحدث ومتى نصمت وإذا تحدثنا فيجب أن نعرف ماذا نقول وكيف نقول لأن الكلمة لها مفعول السحر وكيف لو كانت تلك الكلمة أمام ملايين المشاهدين وعبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام. الإعلام سلاح ذو حدين فإما أن تستغله لصالحك وإما أن تتحدث بكلمة تحسب عليك وتسقط أمام الجماهير وهذا ما حدث بالضبط للمدرب الكبير إيريك جيريتس الذي صرح بعد لقاء الأهلي الإماراتي في الرياض قائلاً لو لعبت أمام هذا الفريق 10 مباريات متتالية فسوف أحقق الانتصار في كل مباراة ورغم اعتذاراته ومحاولاته لتبرير هذا التصريح إلا أن الكلمة إذا خرجت لا تعود وكاد جيريتس أن يضع نفسه في موقف محرج إلا أن لي يونغ حفظ ماء وجهه في الدقائق الأخيرة. الحال نفسه ينطبق على مدرب الفريق الشبابي البرتغالي باتشيكو الذي أشار قبل لقاء العين الإماراتي إلى أن المباراة ستكون سهلة جداً وأنه سيكسب المباراة بكل سهولة ولكن السهولة التي كان يتحدث عنها لم تكن واقعاً على أرض الملعب فقد عانى كثيراً وكاد أن يخسر لولا خبرة لاعبي الشباب الذين أنقذوا مدربهم المغرور. نعم يجب أن تكون حذراً عندما تتحدث وخاصة أمام الإعلام وقبل أن أختم حديثي عن الإعلام ومخاطره نتحدث عن مسؤول رياضي في إحدى الدول صرح لوسائل الإعلام بأن منتخبه سينافس على كأس العالم 2010 ولكن الذي حدث أن منتخبه لم يتأهل أصلاً إلى نهائيات كأس العالم 2010 فكيف ستبدو صورة هذا المسؤول أمام الجماهير بعد أن فقد المصداقية والشفافية وصدق من قال (لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك). كسب الأهلي لقاء الجزيرة الإماراتي وجدد آماله بشكل كبير في التأهل ويكفيه التعادل أمام الاستقلال في إيران والفوز على الغرافة في جدة وهذا ليس مستحيلاً لأن الراقي عودنا على التعامل برقي مع هذه المواقف الصعبة وفي المقابل عاد عميد آسيا بقوة وشراسة ليأخذ مكانه الطبيعي في مجموعته ولكن القاسم المشترك بين مباراتي الأهلي والاتحاد يفرض علينا سؤلاً هاماً متى سيتعلم الاتحاد الآسيوي من أخطائه ومتى سيرتقي بمستوى الحكام وإذا كنا نشاهد اليوم حكام المباريات من سانغافورة وتايلاند فلا أستبعد أن نشاهد غداً حكماً من بنغلاديش أو فيتنام. أتمنى أن لا يأخذ خروج النصر من البطولة الخليجية أكبر من حجمه وعلى جماهير النصر أن تدرك أن هذه إمكانيات فريقها وقدراته وعلى جماهير الشمس أن تدرك بأن الشمس مهما كانت ساطعة فلا بد أن تغيب لا محالة. إذا كنا سنجامل ونرفع العقوبات في قضايا مهمة وخطيرة مثل قضية المنشطات فالأولى أن نتعاطف مع ابن الوطن قبل أن نتعاطف مع المحترف الأجنبي. [email protected]