وصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، خلال كلمة ألقتها الأسبوع الماضي أمام المؤتمر السنوي لأبرز لوبي يهودي في الولاياتالمتحدة (ايباك)، سياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلية ب «الخطيرة وتشكل مصدر تهديد لعملية السلام في الشرق الاوسط»، وهو ما دفع «المنظمة الصهيونية في أمريكا» (زوا) لارسال خطاب شديد اللهجة الى كلينتون يتساءل فيه عن مواقفها السابقة خلال فترة عملها في مجلس الشيوخ (2001 – 2009) والمؤيدة لدولة إسرائيلية عاصمته القدس «غير المقسمة». وطالبت المنظمة في خطابها لكلينتون ب «اعتذار صريح» لناخبيها في ولاية نيويورك الذين اختاروها ممثلة لهم في الكونجرس ل8 سنوات بعد ان ضللتهم بمواقفها السابقة التي تؤيد فيها ان تكون القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وذكروها بخطاب ألقته في العام 2007 قالت فيه انها تؤمن بأن «لإسرائيل الحق في الوجود كدولة يهودية بحدود يمكن الدفاع عنها وبعاصمة موحدة هي القدس، وهذا شيء غير قابل للمراجعة». وترى المنظمة ان خطاب كلينتون الاسبوع الماضي في «إيباك» ووصفها لعملية البناء في القدسالشرقية بانه «اهانة للولايات المتحدة ويقوض عملية السلام» يمثل تغيرا كبيرا في مواقفها، وخطوة اولى لتقسيم القدس، واعطاء جزء منها للفلسطينيين. ويرى رئيس المنظمة مورت كلاين ان «منع اليهود من تطوير مجتمعهم المحلي في القدس عنصرية وتمييز بحقهم مبنية على حقيقة انهم يهود، وسياسة (امريكية) تهدف لاضعاف اسرائيل، وبالتالي تقسيم القدس». ويأتي الهجوم على كلينتون متزامنا مع هجوم آخر على الرئيس الامريكي باراك اوباما، بعد اللقاء الذي جمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو الثلاثاء الماضي في البيت الابيض، والذي اكدت عدة تقارير أمريكية انه «عمق الهوة» بين الطرفين. ففي بيان صدر الجمعة الماضية، رأت المنظمة ان اوباما «اهان كل اليهود» بمواقفه من نتنياهو خلال الاجتماع. وقال البيان «الناري»: نعتبر موقف اوباما تحديا واهانة لليهود في جميع انحاء العالم، ومتحيزا ضد إسرائيل»، مبررة ذلك بأن اوباما طالب نتنياهو بتقديم «تنازلات» غير انه لم يطلب ذلك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهذا هو البيان الثاني الذي يصدر من قبل المنظمة المتطرفة تهاجم فيه اوباما بشأن مواقفه من اسرائيل، حيث قالت في يونيو 2009 ان «سياسة اوباما ليست جيدة لإسرائيل، فأكثر من نصف المواطنين الإسرائيليين يعتقدون انه يهتم أكثر برغبة الفلسطينيين في قيام دولة لهم، ولا يلقي بالا لأمن إسرائيل». يذكر ان «المنظمة الصهيونية في أمريكا» قد أنشئت في العام 1897، بهدف تشكيل ورقة ضغط داخلية في الولاياتالمتحدة لصالح إسرائيل، ويبلغ عدد أعضائها اليوم نحو 50 الف أمريكي.