فكت شرطة جدة ممثلة بوحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس غموض جريمة مقتل مسؤول خدمات الإسكان الداخلي بمجمع سكن الخطوط السعودية في حي الخالدية بجدة "رافيل انتابا"، وألقى رجال البحث القبض على القاتل الرئيسي سونيل (سيرلانكي) وهو زميل القتيل في العمل، كما قبض على شريكه الذي عاونه في الجريمة لاكسري ورفيقهما الثالث من أبناء جلدته الذي رفض المشاركة في الاعتداء على رئيسهم، حيث سجلوا اعترافاتهم بتفاصيل الجريمة التي نفذوها ليلة اكتشافها ظهر الجمعة الماضي. ونجح رجال الأمن في الوصول إلى الجناة بعد توقفهم عند عدد من الملاحظات والشواهد التي تم رصدها وقت مباشرة الجريمة حيث كان الجاني سونيل يتواجد بمسرح الجريمة بحجة إن رئيسه في العمل تعرض للاعتداء غير إن رجال وحدة جرائم النفس كانوا يتابعون تصرفاته حتى لاحظوا عليه تصرفات غريبة كانت بمثابة الخيط الذي قاد إلى كشف حقيقته. تفاصيل الجريمة تكشفت بعد أن جمع رجال البحث عددا من الادلة والبراهين من مسرح الجريمة، حيث كان حرص الجاني على التواجد بالموقع ومحاولة معرفة كل مايدور من أحاديث مع الساكنين بالمجمع المجاور لمكان الجريمة، وهو مالفت انتباه رجال البحث فيما بدأ رجال الامن يتعقبون كل المعلومات، وتم العثور على قفاز مطاطي بالحديقة الخارجية للفيلا التي شهدت الجريمة فتم التحفظ عليه، وثبت لاحقا أنه هو نفس النوع للقفازات المستخدمة في مطبخ إعداد الوجبات ليتوصل رجال البحث إلى تأكيدات بأن الجناة من نفس الموقع. وأوقف رئيس وحدة مكافحة جرائم الأموال، الجاني سونيل بعد الحادثة مباشرة للاشتباه فيه، حيث تم توجيه الاتهام له ولكنه انكر علاقته بالحادثة، وانتقل رجال البحث لمطبخ المجمع السكني الذي يعد في اليوم أكثر من 25 الف وجبة وتم استجواب احد العاملين في المطبخ من نفس جنسية المشتبه به (سونيل) فافشى سرا بان رفيقه سونيل طلب منه معاونته في الاعتداء على رئيسه "رافيل انتابا" الذي يدير عملية الخدمات بالسكن الداخلي ويرأس أكثر من 150 موظفا غير أنه رفض المشاركة في الحادثة، وان سونيل ابلغه بأنه سيطلب من رفيقه الثاني لاكسري معاونته في ذلك، وهو ما أكده الشريك الثاني في الجريمة الذي ابدى موافقته ليكشف تورط سونيل في الجريمة ويعترف بالحادثة وتبدأ خيوط الجريمة في التكشف. وهنا واجه رئيس وحدة جرائم النفس المتهم سونيل بافادات رفاقه واعترافاتهم لينهار مسجلا كامل اعترافاته بتفاصيل ما حدث. تفاصيل الجريمة اعترافات الجاني بدأت بالحديث عن المشاكل التي كانت بينه وبين المجني عليه والتي كانت بداياتها عندما اصدر مدير عام التموين الاوروبي الجنسية قرارا بتعيين "رافيل انتابا" رئيسا عليه على الرغم من انه اقدم منه وانه أكثر خبرة وهو ما اشعل النار في قلبه وبدأت البغضاء تجتاحه وتتزايد الخلافات حتى وصلت ذروتها، وشرع الجاني في ايقاف بعض القرارات التي يصدرها المجني عليه والتي كان آخرها صرف أكثر من 40 كجم من التمر وتتزايد حدة المشاكل حتى صدر التقييم الخاص بسونيل والذي كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير عندما منح "رافيل انتابا" مكافاة سنوية بقيمة 40% ومعها إشتاط الجاني غضبا وبدأ يفكر في كيفية التخلص من رئيسه فاتجه لأحد رفاقه العاملين بالمطبخ وطلب منه معاونته الا إنه رفض ولم ينصع لمطالب سونيل الذي ابلغه بأنه سيطلب من لاكسري مشاركته ومعاونته، وبالفعل وافق الشريك الثاني وبدآ في التخطيط وإجراء الاتصالات. ليلة الموت وفي يوم الحادثة (الخميس) التقيا في الفيلا التي يقيم بها سونيل وتناولان المسكر حتى ساعة متأخرة من المساء وغادرا إلى الفيلا التي يسكن بها المجني عليه "رافيل انتابا" وطرقا الباب دون إن يجدا أي رد، فاتجها إلى الباب الخاص بمدخل المطبخ وكسرا الزجاج بصخرة ودخلا الفيلا حيث التقيا المجني عليه فبادره سونيل بلكمة خطافية على وجهه وأتبعها بطعنة سكين قطعت الشريان السباتي وسقط المجني عليه على درج الفيلا فيما بقي الجاني وشريكه يعملان على إخفاء معالم جريمتهما بغسل البصمات والآثار الموجودة بمكان الحادث، وغادرا دون أن يتركا أي اثر وأخفيا أداة الجريمة التي تم تحريزها لاحقا. وساهمت الاعترافات التي سجلها الجاني وشركاؤه بعد مواجهة رئيس وحدة جرائم النفس للمتهم الرئيسي بالادلة والمعلومات التي نجح في جمعها وتوصله لمعلومات حول وجود خلافات كبيرة بينه والمجني عليه وتهديده له بالقتل عدة مرات، وكذلك وجود عدة قرائن وادلة تم جمعها، كل ذلك ساهم في كشف تفاصيل الجريمة التي تابعها لحظة بلحظة مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي واشرف على سير التحقيقات مساعده للامن الجنائي العميد يوسف السيد فيما تولى رئيس وحدة مكافحة جرائم النفس المقدم عيظة المالكي التحقيقات ومتابعة المشتبه به والوصول إلى الجناة باشراف مباشر من مدير وحدة التحريات والبحث الجنائي المقدم محمد نهار السالمي حيث سجلت كامل اعترافات الجناة وتم تصديقها شرعا في خمس صفحات . إحالة الجاني للجهات المعنية الناطق الإعلامي بشرطة جدة العقيد مسفر بن داخل الجعيد قال إن تحقيقات مكثفة وادلة تم جمعها من قبل رجال الامن في الحادثة وبمتابعة من مدير الشرطة تمكن رجال الامن من الوصول إلى الجاني ورفاقه، وبين القاتل انه ارتكب جريمته بدافع الحقد ونتيجة للمشاكل العديدة المتراكمة مع رئيسهم المجني عليه. وبين العقيد الجعيد أن الجاني صادق على كامل اعترافاته شرعا وسيتم احالته للجهات المعنية لاكمال الاجراءات.