وفي بحث للأستاذ الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي أستاذ الفقه في الجامعة الإسلامية بعنوان “تفسير الخوارج الخاطئ للجهاد والآثار المترتبة على ذلك” ناقش الباحث باستفاضة سبع شبهات يثيرها عن طريق الإنترنت وغيره من وسائل الاتصالات الحديثة أفراد الجماعات المتأثرين بالتفسيرات الخاطئة للجهاد، وقد فنّد الباحث جميع هذه الشبهات وردّ عليها معقبًا على ذلك. وفي بيان أسباب انحراف الخوارج وغيرهم من أهل الأهواء والبدع ومن تأثر بفكرهم، انتقى السحيمي أربعة أسباب رئيسة هي: الجهل بالدّين، واتباع الهوى، والإعراض عن النصوص الشرعية، والتأويل الفاسد، وليّ أعناق النصوص لتوافق ما تهواه النفس، وتلبيس الشيطان. وانتهى السحيمي في تعريفه للخوارج إلى أنهم كل من توافر فيه خصال ثلاث هي: شق عصا المسلمين، استباحة دماء المسلمين، ورفع السيف عليهم، الخروج على المسلمين بعقائد تكفيرية فاسدة، والطعن في خيار الأمة، كما خلص إلى القول: إن الخوارج يظهرون بين الحين والآخر. وقدم السحيمي التفسير الصحيح للجهاد، محرّرًا معناه وضوابطه، وانتهى إلى أن الجهاد نوعان: عام وخاص، وأن الجهاد بمعناه العام يعني إصلاح عقائد المسلمين وأخلاقهم وآدابهم وجميع شؤونهم الدينية والدنيوية. أمّا الجهاد في معناه الخاص فإنه يعني دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين ومقاومتهم. وحدد السحيمي الآثار المترتبة على تفسير الخوارج الخاطئ، مؤكدًا أن هذه الآثار لا تقتصر فقط على تكفير المخالفين لهم، بل تمتد إلى مناداتهم بالخروج على ولاة أمور المسلمين واستحلال الدماء المعصومة باسم الجهاد وتشويه صورة الإسلام بما يرتكبونه من جرائم إرهابية.