حتى لا نستعيد كل تاريخ القمم العربية فإننا نكتفي بالإشارة الى ثلاث قمم عقدت خلال سنة وثلاثة أشهر هي القمة الاقتصادية في الكويت التي اختتمت أعمالها بتاريخ 19/1/2009 ، والقمة العادية الحادية والعشرين في الدوحة والتي انتهت في 30/3/2009 والقمة الثانية والعشرين في سرت في ليبيا لنؤكد من خلال النتائج التي توصلت إليها أن الاهتمام الاقتصادي كان حاضراً بقوة وتم تخصيص الكثير من وقت القادة لمناقشته ، وتوافقت وجهات النظر حول العقبات وسبل مواجهتها ، ولكن كما العادة بقيت القرارات حبراً على ورق ونسيها أو تناساها بعض القادة العرب فور خروجهم من قاعة القمة . والملاحظ أن نقاط البحث بالشأن الاقتصادي تتكرر دائماً في كل القمم مع اختلاف بسيط في أسلوب التعبير عنها أو في كيفية ترتيبها بحسب الأولويات ، إلى حد بات من السهل على أي متابع أن يصيغ البنود الاقتصادية التي سترد في البيان الختامي قبل أن تبدأ القمة أعمالها وهي تتلخص بالتالي : -السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي بما يحقق تطلعات الشعوب العربية نحو الاندماج في الاقتصاد العالمي . -العمل على اتباع سياسات نقدية ومالية تعزز قدرة الدول العربية على مواجهة الأزمة المالية العالمية . -زيادة الاستثمارات العربية لتحقيق الاقتصاد الحقيقي للدول العربية . -تعزيز دور الصناديق والمؤسسات المالية وتطوير مواردها . -إزالة العقبات التي تعترض منطقة التجارة الحرة العربية تمهيداً للوصول إلى السوق العربية المشتركة . -العمل على تحقيق التنمية المستدامة وإنشاء سوق عربية للطاقة الكهربائية . -ربط شبكات النقل البري والبحري والجوي . -تفعيل التجارة البينية والزراعة البينية والصناعة البينية والسياحة البينية . -إعانة الدول العربية المتعثرة اقتصادياً . -العمل سوياً من أجل مواجهة موجة البطالة والمديونية وإزالة العقبات التي تمنع تحقيق الأمن الغذائي العربي . -تعزيز دور الغرف العربية الأجنبية المشتركة ويمكن لأي شخص أن يضيف بنداً أو أن يشطب بنداً من هذه البنود الآنفة الذكر من الآن وحتى نهاية القرن الحادي والعشرين لطالما أن المسألة ترتبط في ذهنية بعض القادة العرب فقط بإصدار بيان دون أي التزام جدي بمتابعة ما ورد في البيان ، ودون وجود أي رغبة بتشكيل آلية متابعة وتنفيذ من قبل لجنة تنبثق عن القادة العرب ولا من قبل جامعة الدول العربية التي يقتصر دورها اليوم على تنظيم المؤتمرات والقمم والملتقيات . وما ينطبق على الاقتصاد ينطبق أيضاً على الشأن السياسي أو الأمني أو الإعلامي أو الفكري إلى حد بات الكثيرون يتساءلون عن حقيقة وجود عمل عربي مشترك ..! [email protected]