استبشرنا خيرا عندما بلغنا عن ذلك الحمل ، وبدأنا نعد الأيام ونحصيها ليس بالأيام بل بالدقائق والثواني في انتظار الوليد الذي ستشرق معه شمس تنير جنبات المنزل الوديع ،ولكن من حظنا الرديء كما يقال أو من تعاستنا وللأسف الشديد فعند المخاض وبعد دخول غرفة العمليات وتكتل الأطباء المختصين في الولادة والتوليد خرج البروفسور الاستشاري ثم قال: البقية بحياتكم فالمولودة ولدت ولكنها توفيت ساعة الولادة ولم نستطع إنقاذها. ومن هذا المنبر أدعوكم جميعا لمشاركتنا في تأبينها ومن ثم مشاركتنا العزاء بقينا أحياء، فمصابنا جلل وفقدها خيب آمال الكثيرين. فليتكم تواسوننا وكم نتمنى عليكم الوقوف معنا والبحث عمن وأد وليدتنا الجميلة وحطم فرحتنا وهدم سعادتنا. فهذه المولودة من أبوين من أعرق الأنساب وخيرها على وجه البسيطة. فأمها هي وزارة الثقافة والإعلام الموقرة والأب هو النادي الثقافي الأدبي بالمدينة المنورة ، أما الوليدة الموءودة هي اللجنة الثقافية بالعلا. فقد صدر قرار إنشائها منذ سنتين مضين وتم رصد مبلغ خمسين ألف ريال لدعم الجمعية رغم أن هذا المبلغ لا يمكن تموينها ولا يكفي للتأسيس ، ولكن رضينا بمالا بد منه وفوق كل هذا لم يصرف المبلغ ولم يكتب لتلك المولودة بالولادة . وهنا ومن هذا المقام وهذا المنبر الموقر أتمنى عليكم مساعدتنا في البحث عمن وأد وليدتنا ومعاقبة المتسبب قبل أن تسأل الموءودة من وأدها؟ وكم نتمنى على الوزارة الموقرة بقيادة صاحب المعالي فارسها المثقف والذي عشق الثقافة وأحب المثقفين الدكتور/ عبد العزيز خوجة أن يتلمس أسباب فشل الحمل والولادة ومعالجة ذلك الوضع ولعلها تبعث من جديد وتبث روح الأمل الجديد بين المثقفين. وأرجو أن نضع أمام أعيننا أن وجود تلك اللجنة الثقافية بالعلا إنما هو نافذة للمملكة على العالم وذلك لأن العلا قبلة السياح وهي عاصمة التاريخ والآثار ويزورها يوميا أعداد غفيرة من كل أنحاء العالم وعلى مختلف ثقافاتهم ، وبهذا ستكون اللجنة سفيرا للوزارة تعكس مستوانا الثقافي في مملكة الإنسانية ومركز العلم والنور والثقافة . وكم أتمنى أن لا تكتفي الوزارة بوجود لجنة ثقافية بل تتخطى ذلك وتؤسس ناديا ثقافيا أدبيا بمدينة العلا ليخدم أهداف الوزارة الموقرة.