تصادف بداية الأسبوع الماضي مع احتفالية «عيد الأم» في الوطن العربي والذي يوافق 21 مارس ، وتعود البنية التاريخية ل «عيد الأم « إلى العصور الرومانية حيث كان يتم تخصيص يوم لعبادة الأم ، وتكريم أم كبير آلهة اليونان . وقد تسللت الفكرة للمجتمع العربي مع اقتراح الصحفي الراحل «علي أمين» في زاويته الصحفية «فكرة» بضرورة تخصيص يوم للاحتفال بالأم ، حيث يتم إهداؤها الهدايا المختلفة والتعبير عن مشاعر الامتنان للأمهات . وبالطبع فإن هذا الاحتفال – على غرار العديد من الاحتفالات مثل عيد العمال وعيد المعلم – لم يكن معترفا به فكريا في المجتمع السعودي ، لكن «العولمة» الثقافية سربت أفكار الاحتفال بشكل سريع خصوصا أن (تكريم ) الأم هو فكرة جذابة وحميدة للغاية . والقضية هنا لا تتحدث عن الحكم الديني لعيد الأم ، ولكنها تتحدث عن الأثر الذي صنعه ذلك «العيد» على مر الأعوام السابقة في المجتمعات كلها . فبالرغم أن المجتمع المصري – على سبيل المثال – هو من ابتدع الفكرة عربيا ، إلا أن (عقوق الوالدين ) نال نصيبا في جرائم القتل والعنف ، أضف لذلك استمرار استغلال الأمهات بشكل مريع يتنامى يوما بعد يوم . من الضروري أن نبدأ بالتفكير قبل الاحتفال بأحد الأعياد أو الأيام السنوية ، في مدى جدوى تلك (الأيام ) و(فعالية ) الطقوس الخاصة بها ، فعلى سبيل المثال : بدلا من تقديم الهدايا وإعداد (الكعك ) الخاص بالأم في ذلك العيد ، يمكن استخدام هذا اليوم للمصارحة المتبادلة بين الأمهات والأبناء في مجموعات نقاشات عاطفية مفتوحة.