** الجنادرية ليس مجرد مهرجان للتراث والتاريخ فهو يجسد منذ انطلاقته موقع الوطن في فكر القائد .. الوطن بمعناه الأشمل والأوسع .. الوحدة الوطنية والتسامي على المصالح الآنية والضيقة من أجل وطن أعطى الكثير للمواطن ويستحق الكثير من كل مواطن . وإذا كان مهرجان الجنادرية بعد مرور 25 عاماً لا زال يجسد تماسك اللحمة الداخلية وصادق الانتماء والإخلاص لهذا الوطن الذي قيض الله له رجالاً سهروا على وحدته في عالم ملئ بالعواصف والتقلبات فان المهرجان لا يزال يطمح ليس فقط إلى وحدة الوطن بل إلى توطين الحوار الثقافي مع الشرق والغرب بالإضافة إلي الثراء المعرفي والتاريخي والتراثي والحضاري حيث يعمق مفهوم التراث واستلهامه لصياغة خطاب للثقافة السعودية بوعيها المعرفي المواكب للعالم الجديد في زمن « ثورة المعلومات « وعولمة الثقافة. ومع استمرار الجنادرية في تعميق العلاقة بين ماضي وحاضر الأمة فإن جديده في يوبيله الفضي هو تواصل الانطلاق من المحلية الى العالمية هذا الطموح الذي كان شعاره « عالم واحد وثقافة متعددة» المهرجان باعتباره أكبر تجمع يشهده العالم العربي لتداول الفكر والثقافة من رموز الإبداع الإنساني في ملتقى الأصالة يستحق الكثير خصوصاً من النخب الثقافية في المملكة .ولعل أبرز هم وقضية يجب أن تعطيها هذه النخب جل اهتمامها هو تنقية الحوار فيما بينها من المنغصات والمحبطات التي يمكن أن تعرقل مسيرة البناء الحضاري للوطن في عصر الشفافية .وإذا كان الانتماء والعمل على صناعة مستقبل يليق بهذا الوطن هو الشغل الشاغل للتنمية الثقافية والمجتمعية .. وإذا كان حب الوطن خارج المزايدة فان صناعة الرأي العام كأحد المهام الوطنية للنخبة يستحق المزيد من التلاقي وعدم تحويل الاختلاف إلى خلاف والتسامي على الاستغراق في الفرعي من أجل القضايا الكبرى وفي مقدمتها وحدة هذا الوطن وعدم تعطيل عملية البناء الحضاري للمستقبل أو التشويش عليه مهرجان هذا العام حمل عنوان “وحدة وطن” وهو العنوان الذي أنجز منه المهرجان الكثير على مدى سنواته الخمسة والعشرين.وما ينبغي العمل من أجله طوال الوقت دون كلل أو ملل.