بدأت تلوح في الأفق ملامح أزمة مياه جديدة بقرى جنوبالطائف تنذر برحيل عشرات الأهالي من منازلهم بعدما أطبق الجفاف على ما تبقى لهم من بصيص أمل في توفير المياه وكشر أصحاب الوايتات عن أنيابهم برفع الأسعار لتصل إلى حوالى ال 300 ريال للوايت العادي، معللين هذه الزيادة بمنعهم من التعبئة من وادي العمور "بوا" الذي يعتمدون على آباره في نقل المياه، وجفاف الآبار التي كانت تدعمهم في وادي القعرة ومركز ثقيف. وفيما تعيش مراكز حداد، والقريع بني مالك في أقصى جنوب المحافظة أسوأ موجة جفاف منذ عقود من الزمن، أرجع الأهالي هذا الوضع إلى عدم وجود أشياب تغطي المراكز ومشروع السقيا الخجول الذي لا يفي بالغرض المطلوب منه ولا يخدم سوى جزء يسير من القرى المتعددة والمتناثرة في مراكز الجنوب. إلى ذلك استشعرت جمعيات البر والجمعيات الخيرية دورها حيال الأزمة الحالية للمياه في قرى جنوبالطائف وقامت بعمل خزانات وتعبئتها بمياه محلاة وصالحة للاستخدام الآدمي ليستفيد منها المواطنون والمقيمون على حد سواء عن طريق تعبئة الجوالين للاستخدامات الأساسية، وهم ما شجع الأهالي على الاتجاه إلى الجمعيات الخيرية يطلبون إنشاء خزانات للمياه لخدمة قراهم وتأمين المياه الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي بعدما أنهكتهم الوايتات وأثقلت عليهم. وبالمقابل قدم مواطنون آخرون حلولا عاجلة لمعاناتهم وذلك بالسماح لجميع الوايتات بالتعبئة من أشياب "غزايل" وزيادة ساعات العمل بها لتغطية الطلب المتزايد على المياه ووضع تسعيرة مناسبة للمستهلكين وأصحاب الوايتات حتى يتم إيجاد مشروع لمراكز جنوبالطائف بدءا من مركز بني سعد مرورا بمراكز ميسان والصور بالحارث وثقيف وحداد بني مالك وأخيرا القريع بني مالك. وأكد أصحاب الوايتات أن الأسعار يحكمها العرض والطلب بالإضافة إلى ندرة وشح المياه حيث يقطعون مسافة تزيد على 160 كيلومترا ذهابا وإيابا من أجل الظفر بتعبئة وايت وبسعر يفوق 50 ريالا لصاحب البئر، ومما زاد الأمر تعقيدا منعهم من التعبئة من الآبار التي كانت تشكل المصدر الأساسي لتوريد المياه في وادي العمور "بوا". من جهتها سمحت وزارة المياه لأصحاب الوايتات التابعين لمركز القريع بني مالك بتعبئتها من محافظة المندق التابعة لمنطقة الباحة الأمر الذي يشق على اصحاب الوايتات حسب قولهم لبعد موقع الأشياب في بني الحسن والزحام الشديد عليها بالإضافة إلى التسعيرة التي لاتخدمهم.