كتبت هنا يوم 22/3/1431ه عن صمود ابناء فلسطين تحت عنوان (فلسطين صمود ومرابطة) وكانت الاحداث اللاحقة خلال الاسبوع الماضي تطبيقاً واقعياً حين تنادى ابناء القدس وما حولها ليواجهوا باجسادهم قوات الاحتلال المدججة باحدث الاسلحة (ذخيرة ومطاطية) بعد إقدام الاحتلال الصهيوني على بناء ما سماه بكنيس الخراب على بعد امتار من المسجد الاقصى، ويرى المتابعون ان هذه خطوة لهدم المسجد الاقصى المبارك. منعت قوات الاحتلال كل من قل عمره عن خمسين من الوصول، ووضعت الحواجز لمنع من خارج المدينة المقدسة، ونشرت الاف الجنود والمدرعات، كل ذلك من اجل مقاومة فلسطينيين عزل، اقوى سلاحهم حجارة صغيرة، ان سمح بها لان الحجارة ليست مما تشمه الكلاب ان كانت مدسوسة في الثياب، ولكن اسرائيل دست بين جموع الصامدين من تسميهم بالمستعربين وهم يهود يتكلمون بلهجة فلسطينية، وهم جواسيس لينقلوا لقوات الاحتلال ما يدور داخل صفوف المجاهدين المتحصنين داخل المسجد الشريف للذود عنه، اي ان اسرائيل لم تترك وسيلة لمحاربة ابناء القدس الا جربتها، ولكنها لا تستطيع الدخول الى الصدور لنزع روح الجهاد والصمود، ومن يستطيع مقاومة من حمل روحه على كفه طلباً لحياة كريمة او ممات يغيظ الغزاة. كما قال شاعرهم الذي قدم روحه شهيدة: سأحمل روحي على راحتي وامضي بها في مهاوي الردى فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدي وماذا سيفعل المحتل لمن باع روحه امام محتل ينفر من صفير الصافر وهو يملك كل اسلحة الدنيا، ويؤازره اقوى اقوياء الدنيا. في سنوات الاحتلال الاولى لفلسطين كان العرب يرددون قصيدة علي محمود طه: اخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا وها هم اليوم ابناء القدس يفدونها باغلى ثمن، بارواحهم، وقد جردوا اجسامهم لانه ليس لديهم سيوف ليجردوها كما قال علي محمود طه: فجرد حسامك من غمده فليس له بعد ان يغمدا تستطيع اسرائيل ان تحشد كل اسلحتها، وتستطيع ان تهدم البيوت وتبني المستوطنات للوافدين من دول العالم، وتستطيع كل شيء الا شيئاً واحداً هو نزع الصمود والولاء وبيع الروح لله دفاعا عن المسجد الاقصى، ولو لم يشاهد الناس الصور لما صدقوا (ولو في الخيال) ان افتك الاسلحة لم يستطع مواجهة اجسام مجردة عن غير الايمان بالله، وبيع الروح دفاعاً عن شرف المسجد الاقصى، وهذا هو الفرق بين الارهاب الذي تمارسه الدولة والكفاح الوطني الشريف الذي يمارسه ابناء فلسطين في القدس واكناف القدس. بارك الله في ارض انبتت تلك النفوس الصامدة، وزادها الله ثباتاً وصموداً حتى يأتيهم نصر الله، وسيأتي، لانه الوعد الحق، ولو بعد سنين، فالنصر لا يأتي الا على تلك البطولات التي تقاوم اعتى ظلم عرفته الدنيا: احتلالاً وسلاحاً ومؤازرة.