مداخلات استياء شهدتها أمسية الجنادرية الشعرية التي احتضنها النادي الأدبي بالرياض يوم أمس، حيث عرضت المداخلات نوعًا من الاستياء من المستوى الشعري الذي قدمه الشعراء. فقد ذكر الدكتور محمد عبدالمحسن عضو اتحاد الكتّاب العرب في مداخلته المستنكرة للمستوى الشعري المقدم: “لقد غفوت في هذه الأمسية فنهرني الأعشى مؤنبًا، وقال لي انتبه ماذا تسمع؟ وعندما تنبّهت لما أستمع إليه وجدت ترخصًا لغويًّا مريعًا”، وأضاف: “مسكين الأعشى ومسكين امرؤ القيس.. الشعر كيان عربي عرفناه قبل أن نعرف وقبل أن نظهر على هذه الحياة.. يؤدى بأغلاط وأخطاء لا يسمح بها في أجواء الأدب.. وقد قالوا قديمًا الشعر نصف إنشاد.. أنا حين أُدعى إلى أمسية شعرية ألقي الشعر إلقاء لا أقرأه فكيف تقرأون الشعر؟!.. النثر هو الذي يُقرأ.. غير أنه لا يضيرني أن أنوه بالحوارية الرائعة للدليمي وبالأفق والثقافة الواسعة لياسين لكن ما يهمنا هو أن نحافظ على الأساس المتين لوجودنا اللغوي والثقافي الممثل والممركز في الشعر”. شارك في الأمسية الشعرية والتي نظمها مهرجان الجنادرية وقدمها الدكتور عبدالله الحيدري كل من الشعراء: أرشد توفيق - العراق، وعباس الديلمي - اليمن، وعدنان ياسين - المغرب، ومحمد الخباز - السعودية، وعماد غزالي - مصر، ومحمد الحارثي - عمان، وقد تخلف الشاعر العراقي توفيق وشارك الشاعر السعودي محمد يعقوب. وقد خلت الأمسية من المشاركة النسائية على جميع المستويات سواء كشاعرة أو مداخلة! الشعراء الذين تتالوا على منصة الشعر قرأ كل منهم قصيدتين أو ثلاثة في وقت زمني محدد بعشر دقائق لكل شاعر. قدم الشاعر الدليمي قصائده “هو الحب / حقل التجارب / حوارية”، وتلاه الغزالي ب “الرحلة / بين فراغين/ لا اسم لها”. ثم يعقوب “قدري هواك / أعراس المواقيت/ أبجدية الطين”. ثم الحارثي “لعبة لا تمل / عشبة الشعر / بريد إلكتروني من أبي الطيب المتنبي”. تلاه ياسين “سأشمر عن فرسي / لست وردة / سأفاجئك بالوردة”، واختتم الخباز ب “ابن نوح / الهاشمي / مرآة القبيلة”. المداخلات التي شهدتها الأمسية غلب عليها طابع أقرب للاستياء، وفي سؤال من عباس المدهش إلى الشاعر اليمني الديلمي: لماذا حصرت نفسك بالأوبريتات وغنائيات أحمد سنيدار.. ولماذا ابتعدت عنه؟ ولماذا لم تتعاون مع المعاصرين؟ وهل عصرنا عصر أوبريتات فقط؟ فأجاب الديلمي: لولا السنيدار لما كتبت القصيدة.. فقد كان البوابة التي دخلت منها إلى الشعر لكنه هو توقف وترك العود.. ولم انحصر بالأوبريتات فقد انتهيت من عمل استعراضي لخليجي عشرين، ويقوم الفنان عبدالرب إدريس بتلحينه. في المداخلات أيضًا تمنى أحمد الحربي رئيس أدبي جازان أن يكون التغيير والتجديد في الشعر أبعد وأعمق من التغيير في القوالب متوجهًا بالخصوص للشاعر العماني محمد الحارثي الذي اتفق بعض الحضور على ميل نصوصه إلى السرد بعناصره وملامحه، وقد رد الحارثي بدوره على مداخلة الحربي بقصيدة “تحليق” التي كان طلبها منه محمد القشعمي. واختتمت الأمسية بمفاجأة أيضًا، حيث كانت المداخلة الأخيرة غير متوقعة وهي عبارة عن قصيدة شارك بها الشاعر عيسى جرابا ليكون مشاركًا بالأمسية بطريقة أخرى!