العطاء في كل أمة يتجدد مع أبنائها وشبابها وهم عماد الوطن، في ترقي سلم المجد والأدب والثقافة، وهم رجال المستقبل يحملون مشاعل العلم في دروب الوطن في تحمل المسؤولية اتجاه المجتمع، بالنواحي العلمية والتقنية والفكرية في أفاق العلم والمعرفة، وأمام شباب هذه اأمة بكل أطيافهم المتعددة المواهب، هناك باب الطب والكيمياء، والعلوم والفلسفة والتاريخ، ومناهج أصول الأدب والبلاغة، والتفقه بعلوم الدين والسنة والانخراط في كافة المجالات المتنوعة والهادفة لبناء جيل جديد من الشباب المثقف، ذي النشئة العلمية التي يعتمد عليها الوطن مستقبلاً بإذن الله. وكما هومعلوم لدى المسؤولين بأن التعداد السكاني السابق أغلبهم من الفئة العمرية من الشباب من الجنسين، ولهذا نعد العدة من الآن لفتح مراكز العلم والثقافة والفن والتاريخ وعلم التكنولوجيا المتطورة، وذلك بإنشاء صالات وأندية أدبية لإلقاء المحاضرات والندوات في كل حي وقرية ومدينة، وذلك فيبناء وتهيئة المواقع والأماكن لإنشاء الصالات والمسارح المتنوعة ودور العرض السينمائي والإنشاد الإسلامي وذلك لعرض الثقافة والأدب والفن وأصول المعرفة لكافة شرائح المجتمع.. وبهذا نشاهد هذا المساء محاضرة تاريخية، وبجوارها محاضرة طبية، وأخرى دينية، وليلة أخرى نشاهد مسرحية للطفل والأسرة، وعرضاً آخر مرئياً وتلفزيونياً وسينمائياً. وبهذا يتم فتح باب الندوات والمحاضرات لكل فئة على حدة حتى يطلع الشباب على ثقافة الآخرين بحضورهم واستماعهم للرأي الآخر فيما يهم طموح الشباب بالانفتاح الاجتماعي بكل أطيافه المتنوعة. وعلى الجهات ذات العلاقة بما يهم شباب الوطن: وزارة الثقافة والإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة التعليم العالي، والرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة، الهيئة العامة للسياحة والآثار، ورجال المال والأعمال إنشاء قاعات وصالات ومسارح وأندية رياضية بأنواعها المتعددة لاستقطاب عدد أكبر من الشباب لهذه الصروح العملية والأدبية والدينية، بدل التسكع في الشوارع والأسواق والمتنزهات والمقاهي وجلسات السوء، وتعاطي المخدرات التي انتشرت بين بعض فئات من الشباب، وكذلك المضاربات الجماعية الشبابية، والسرقات، وكل أنواع الجرائم الدخيلة على المجتمع السعودي، حما الله بلادنا الغالية من هذه الآفات المدمرة لعقول أبناء الوطن. وبهذا الصدد في إنشاء هذه المواقع الثقافية والفنية بجميع القنوات الإبداعية، لفتح المجال أمام الشباب الآخذ بأسباب العلم والمعرفة والاختراع لبناء دولة قوية بشبابها المثقف الواعي المتحضر، دون النزعة الجاهلية بعدم القدرة على استيعاب الوجه الآخر من التقنية والتطوير الحديث. وبهذا نكون ضربنا عصفورين بحجر واحد وهو: مسك الشباب من عالم الانحراف والجريمة والمخدرات، والآخر بفتح أبواب المجد ومواصلة التعلم والتعليم بالحضور لهذه الأندية الأدبية والثقافية والعلمية والفنية بجمعيات الثقافة والفنون ب جميع مناطق ومحافظات ومدن المملكة العربية السعودية.. حينما تذهب هذا المساء لتشاهد هذا الانفتاح الاجتماعي والأسري والوطني، بكل مقومات الإبداع العلمي والأدبي، بالاستماع لهذا العالم الجليل، أو الطبيب في طبه وعلاجه، أو المؤرخ في الأدب والتاريخ، والآخر في الفن والثقافة، فأصبح المساء والليل كالنهار في تلقي الدروس والمواعظ الإرشادية.. كما أضيف أمراً آخر وهو في غاية الأهمية لشباب الوطن وذلك بإيجاد وظائف مدنية وعسكرية لاستيعابهم لخدمة الوطن، كما أن للشركات والمؤسسات الأهلية الكبرى دوراً هاماً في بناء المجتمع المدني بإيجاد وظائف إدارية ومهنية وحرفية حسب مؤهلهم التعليمي، وبهذا الاتجاه نقضي على جزء كبير من البطالة المقنعة والجهل المعرفي.