المخترع الشاب أحمد بن عبدالله بن سعيد آل عمر، تمكن من اختراع عدد من الاختراعات والأفكار التي تفيد الفرد والمجتمع، من بينها جهاز تنظيم مرور سيارات الأمن والإسعاف عند الإشارات الضوئية، وأداة تقطيع المعجنات إلى حلقات، وأداة سجود المقعد على الكرسي، وجهاز التواصل مع الصم. حصل آل عمر على بكالوريوس اللغة الإنجليزية والترجمة، ويدرس الآن الماجستير في «تربية الموهوبين» بالمركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع بالأحساء، ويعمل مشرفاً عاما بالإدارة العامة لرعاية الموهوبين بوزارة التربية والتعليم بالرياض. يشارك أحمد في عدة أنشطة وجمعيات بالمملكة وخارجها، حيث يحمل عضوية الجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة (SAOLT)، ومركز ديبونو (DE BONO) لتعليم التفكير بعمان الأردن، وعضو مؤسس في جمعية المخترعين السعوديين، وعضو المجلس السعودي للجودة (SCQ)، كما حصل على الميدالية البرونزية من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في مجال الاختراع. التقته «المدينة» لتتعرف منه على إنجازه العلمي، وما هي المعوقات التي واجهته، وكيف للمخترعين الشباب أن يتخطوها.. وفيما يلي نص الحوار: **كيف بدأت معك هواية حب الاختراع والابتكار، وكيف نميتها؟ - كان لديَّ اهتمام منذ الصغر بالتعامل مع القطع الالكترونية ومحاولة تأليف أجهزة خدمية من بقايا أجهزة أخرى، وكنت أتساءل دائما في ماذا يمكنني أن أضيف لكل فكرة قديمة لتصبح أفضل، وبعد ذلك كان لعملي في رعاية الموهوبين الفضل الكبير بعد الله عز وجل في تنمية تلك الهواية، حيث اشتركت في العديد من البرامج التدريبية في مجال رعاية المواهب وأساليب اكتشافها وبرامج تنمية مهارات الاختراع والابتكار. وقد سافرت إلى الأردن لأحصل على برنامج تريز TRAIZ في أساليب الاختراع وفنونه لدى المدرب المميز على مستوى العالم العربي في مركز ديبونو للتفكير د.صالح أبو جادو واستمر البرنامج لمدة أسبوع كامل على مدار 25 ساعة تدريبية، كما حصلت على أكثر من 500 ساعة تدريبية في مجال رعاية المواهب وتطوير الذات والاختراع. ** وهل ساهمت في تدريب الشباب والنشء على الابتكار وتنمية مواهبهم، من خلال تجربتك أو من خلال عملك؟ - بالطبع.. فقد ساهمت في نشر ثقافة ومهارات الاختراع وذلك بتدريب العديد من المعلمين والمشرفين التربويين والطلاب، حيث شاركت في تدريب طلاب مراكز الموهوبين في النماص وسراة عبيدة وعنيزة والدمام، وشاركت في تدريب عدد من طلاب دول مجلس التعاون الخليجي في ملتقى الشباب الخليجي الأول الذي أقيم بمدارس الرياض بالعاصمة عام 2007م، حيث حرصت على توضيح بعض الأفكار للشباب والطلاب الموهوبين، مثل الاعتقاد الخاطئ لدى الكثيرين بأن المخترع يجب أن يكون لديه جهاز متكامل أو أضاف جديداً لعمل سابق، وهذا بلا شك جيد ولكن المخترع قد يكون مخترعا لفكرة أو نظام أو تخطيط مبدع ولا يشترط منه التنفيذ أو التصنيع إذا كان العمل ضخماً فلا مانع من الاستعانة بأهل الاختصاص في مجال التصنيع والتركيب. **كيف يمكننا أن نصنف مجال اختراعك؟ - لدي مجال تقني وميكانيكي والكتروني، ولكن لتصل المعلومة بالشكل الصحيح يجب أن يعرف الجميع بأن المخترع لا يمكن تحديده بمجال معين، ولكن لديه مرونة عالية واهتمام بالتفاصيل وحساسية عالية لسبر المشكلات والنظرة البعيدة التي تمكنه من إيجاد الأفكار الأصيلة والإبداعية التي تتمثل في منجزات على أرض الواقع. ** ما هو أهم اختراعاتك في رأيك، وما السبب الذي دعاك للتفكير فيه؟ - جهاز تنظيم مرور سيارات الاسعاف والأمن عند الإشارات الضوئية، والسبب الأساسي الذي دفعني للتفكير في هذا الاختراع هو أن سيارة الإسعاف قد يتعرقل عملها عند الإشارة، حيث تتأخر خلف السيارات، أو تضطر لعبور الإشارة الحمراء فتتسبب في حادث مروع وقد عاينت بعضها بنفسي، ولذلك خطرت لي فكرة هذا الاختراع. ** كيف يمكن تبسيط طريقة عمله ووصف فكرته؟ - يتألف الجهاز من وحدة إرسال في سيارات الأمن والإسعاف ووحدة استقبال بجانب الإشارة الضوئية ووحدة إنذار (صوتي أو ضوئي، أحمر وأخضر) توضع فوق الإشارة الضوئية. فتقوم وحدة الإرسال بإصدار إشارة لاسلكية إلى وحدة الاستقبال (ذات الحساسات الأربع)، وتقوم وحدة الاستقبال بتحديد أقرب جهاز إنذار إلى وحدة الإرسال، ومن ثم إرسال معلومة إلى وحدة الإنذار لبدء الإنذار في جميع الجهات الأربع وإظهار اللون الأحمر في جميع الجهات ما عدا الإشارة الضوئية التي قامت بتحديدها وحدة الاستقبال مسبقاً كأقرب نقطة له، فيظهر اللون الأخضر. وبهذا سيتم مرور سيارات الأمن والإسعاف بسرعة وذلك بتحرك السيارات التي أمامها أو دون حدوث تصادم مع السيارات القادمة من الجهات الأخرى التي لا يعلم سائقوها بمرور سيارات الأمن والإسعاف. ** ما هي أكثر المعوقات التي تواجه المخترع الشاب في رأيك؟ - لا يخفى على الجميع أن المادة هي ما يحتاجه المخترع في هذا العصر، حيث أن بعض الاختراعات تحتاج إلى أجهزة غالية الثمن أحيانا. ومن المصاعب الأخرى هو أننا لا نجد بعض الأجهزة الأساسية كالألواح الالكترونية أو أجهزة المقاومة الكهربائية. ومعظم أعمال المخترعين إنما هي مجسمات فلينية أو رسومات بسبب عدم توفر المادة لصنع مجسمات أو عينات حقيقية، ولا يخفى أيضا التأخير الكبير لإصدار براءات الاختراع من قِبَل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كما أن بعض الفاحصين يفاجئنا بقوله «اقنعني بعملك» أو حتى عبارة «أنا لم أقتنع بعد» حيث انه من الصعوبة بمكان أن يكون التقييم حسب الآراء الشخصية، وهذا ما حصل معي ومع البعض حتى لا نعمم الخطأ .