العلوم الإنسانية هي مجموع العلوم والاختصاصات التي تتناول النشاط البشري, وتجمع اختصاصات من العلوم الاجتماعية إضافة إلى الإنسانيات بما فيها الفنون. العلوم الإنسانية يمكن تسخيرها لخدمة جميع العلوم الأخرى وتتبادل معها ويكمل بعضها الآخر . إن هدف العلوم الإنسانية هو «الفهم» من أجل «التغيير». لماذا المشكلة على هذا النحو ؟ وكيف يمكن تجاوز المشكلة ؟ إن النهضة الأوروبية في العصر الحديث لم تكن سوى ناتج طبيعي لنهضة فكرية قامت على إحياء العلوم والآداب الإنسانية والفلسفة العقلية والثقافة التنويرية. إن التقدم المادي لا يمكن أن يكتمل بدون تقدم ونضج فكري يهتم بالجوانب الاجتماعية والإنسانية. إهمال البعد الإنساني في حركة التطور التي تشهدها المجتمعات قد يؤدي إلى حضارة مادية تفتقد الروح . إن الفرد قد يجد نفسه محاطا بعناصر الحضارة الحديثة وهو غير مهيأ فكريا للتعامل مع تلك الفوائد بشكل ايجابي . في الآونة الأخيرة شهدت العلوم الاجتماعية ركودا واضحا لصالح العلوم الطبيعية والتطبيقية وأدى تدني مستوى جودتها في الجامعات العربية إلى اعتقاد الكثيرين بأنها تخصصات هامشية لا قيمة لها عمليا . إن النظرة القاصرة للعلوم الإنسانية نشأت من قصور واضح في فهم «العلم» ذاته وفي رسالته ومكانته وأهدافه ؛ لأن قيمة العلم لا يمكن حصرها في انجازاته العلمية والتكنولوجية على حساب البناء الروحي للإنسان في أسلوب التفكير والفهم والوعي بكيفية التعامل مع تلك المنجزات . إن التحولات المتسارعة على المستويات الاجتماعية والتربوية والفكرية التي تمر بها المجتمعات العربية تحتاج لإعادة الاهتمام بالعلوم الإنسانية . عندها سيكون للمتخصص في العلوم الاجتماعية والسيكولوجية دور هام في دراسة وتحليل مشاكل فكرية شائكة لعل أهمها الفكر المتطرف. وفي نفس السياق فإن مشاكل كالبطالة والطلاق والعنف الأسري سوف توضع على طاولة «أخصائي اجتماعي» يمكن الاتصال به والتحدث معه ليساهم في حل تلك المشاكل الاجتماعية .