يعتقد كثير من الناس أن مجرد كوننا كُتَّاباً، وكوننا نخوض بأقلامنا غمار الكتابة ، للكتابة في موضوعات شتى ، معنى ذلك أن لا أبواب توصد أمامنا ، ولا نوافذ ، ولا يحزنون. ولكوننا منتظمين في ممارسة الكتابة ، ننقل بعض مشكلاتهم على الدوام ، معناه أننا نملك عصا موسى ، أو نملك أقلاماً سحرية تفتح أمامنا جميع المنافذ المغلقة ، ف- جرة القلم – التي نسحبها على أوراقنا، والكلمات التي نكتبها ، إنما هي بمثابة – افتح يا سمسم – علي بابا ، نكتب الأوامر فتنفذ ، وتُحل جميع معضلات مشكلاتهم صغيرة كانت أو كبيرة . حدثتني صديقة بنبرة غاضبة معاتبة ، لأنني لم أكتب مع من كتب عن معلمات – بند الحقوق الضائعة - ،إثر رفض دعواهن المطالِبة بحقوقهن بأثر رجعي وتحسين أوضاعهن الوظيفية ، وراحت تعدد لي الأقلام التي كتبت في الموضوع ، فمن وجهة نظرها لم يبق سواي التي لم تكتب ، وقد خيبت ظنها لأنني لم أكن بركب الكتابة. رغم استنكاري للهجتها الغاضبة التي تحدثت إليَّ بها ، ألا أني طمأنتها من واقع تفاؤلي بتصريحات معالي نائبة وزير التربية والتعليم ، فقد سبق أن صرحت معاليها ، عن حرصها وعزمها حفظ حقوق المعلمات وعودتها إليهن . وبناء عليه يبقى الأمل في الله ، ثم في الأستاذة / نورة الفايز ، التي أثق في بذلها لقصارى الجهد ، لأجل استرداد حقوق المعلمات – المغلوبات على أمرهن – كاملة غير منقوصة. ومرة أخرى أعود للصديقة الغاضبة ، ولمن يمكن أن يكون في هيئتها ناقماً علينا – نحن الكتُاب – ، لأقول : نحن لا نملك عصا موسى ، ولا نملك أقلاماً سحرية ، وحتى كلمات علي بابا لفتح أبواب المغارات ، لن تجدي نفعاً معنا . لأننا لسنا أكثر من مجرد كُتاب نقل– وسطاء خير - ، إن أراد الله تعالى ، دورنا -كما نكررها عليكم أبداً - نقل مشكلاتكم لمن يهمه أمركم ، فيما مفاتيح الأمور بيد الله تعالى ، ثم بأيدي من يهمه الأمر.