يقول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). ففي هذه الآية الكريمة بين الحق تبارك وتعالى آلية الدعوة إليه. حيث يجب أن تتم هذه الدعوة في نطاق الحكمة والموعظة الحسنة. ومن المعروف أن الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة تتطلب أن يكون الداعية حكيماً وله من الوقار وحسن القول ما يجعل الآخرين يفهمون قوله على انه موعظة حسنة. بل يجب أن يستشعر الداعية انه يلعب دور المربي وانه قدوة سيتأسى به بعض الناس. ومن هنا وجب عليه استشعار هذا الدور عند قيامه بالدعوة لاسيما لصغار السن. ومع إقرارنا بأهمية الدعوة إلى الله وبوجود الكثير من الدعاة المتميزين في وطننا الحبيب الذين نسأل الله لهم القبول والتوفيق إلا أنني قد دهشت قبل عدة أيام بعد أن وقعت عيناي على محاضرة لأحد دعاتنا المشهورين على إحدى القنوات الفضائية فقررت متابعتها. وكان جل الجمهور من الشباب والمراهقين الذين اكتظت بهم القاعة. وإذا بالداعية يستخدم بعض الألفاظ التي يخجل الإنسان من ذكرها حتى في جليساته الخاصة فما بالك بمقام دعوة! حيث يذكر انه كان في حالة من الفرح وكأنه –على حد قوله- قد اخذ حبتين. بل واسهب في وصف هذا النوع من الحبوب. ثم انتقل بعد ذلك إلى تجربة مع أحد -كما يقول- المحششين الذين دعاهم إلى الهداية. يقول الداعية وبالحرف الواحد « اخذ يقترب مني يريد أن يقبلني على ... فقلت له وش شايفها شفايف نانسي عجرم!». والحقيقة أنني دهشت من ثقافة هذا الداعية الفنية التي جعلته يمعن النظر في شفايف هذه المغنية حتى أصبح يستخدمها في ضرب المثل لكل شئ جميل من وجهة نظره!!. إن مخاطبة الشباب والمراهقين بمثل هذه اللغة لهو مخاطبة غرائز وإثارة شهوات أكثر من كونه دعوة إلى الله سبحانه وتعالى. فالداعية يجب عليه أن يستشعر دوره وعظيم العمل الذي يقوم به. وان كان من الصعب عليه التعامل مع هذه المسؤولية فليترك الدعوة لغيرة.