الجرس الأول: (بودي جارد) أو الحارس الشخصي للشخصيات الهامة الذين نشاهدهم يحرسون هذه الشخصية أو تلك يذكروني بأفلام (العصابات) بالذات المافيا وذلك من خلال ملابسهم السوداء ونظاراتهم الشمسية ورؤوسهم الحليقة وبنيتهم الضخمة ناهيك عن تلك السماعات الملتصقة بآذانهم وتلك الأجهزة التي يحملونها في أيديهم محيطين لهؤلاء الناس المهمين والأدهى من ذلك (السيارات السوداء) خاصة الجيوب ذات الزجاج المظلل هكذا نراهم من خلال المواكب لبعض الرؤساء أو الشخصيات الاقتصادية حتى.. رؤساء العصابات يفعلون ذلك.. (مفيش حد أحسن من حد) الغريب أن هذا النموذج السوداوي نموذج غربي 100% والمزعج أن البعض يقلدون الغربيين في الشكل طبعا ولا أعلم عن القدرات الأمنية هل هم كذلك أم أن هناك خوارق كالعادة بيننا وبينهم ولقد تابعت لمدة ليست بالقليلة كل هؤلاء الحرس الشخصي خاصة من يلبسون البدل الأجنبية في تحركاتهم. ولا يمكن أن تميزه إلا في (تحركات) عيونه ويقظته وملاصقته الدائمة للشخصية الهامة المكلف بحراستها وهذا ما يميز هؤلاء عن (بودي قاردهم) الذي يذكرني بالمثل العربي الشهير (كاد المريب أن يقول خذوني) ولكن لماذا هذا التقليد لهؤلاء حتى بتنا لا نعرف هل هؤلاء حراس عرب أم أنهم أجانب مستقدمون أو من بقية فريق (البلاك ووتر) الذي أفسد في العراق أيما إفساد ومايشوه هذه المشاهد تكرارها في الأفلام والمسلسلات التي تروي قصص الفساد المالي والإداري أو الروايات الأشد ظلاماً سقوط بعض الشخصيات الهامة في تجارة المخدرات والأسلحة ولا ينكشف أمرهم إلا بعد وقوع الفأس في الرأس أو في نهاية الفيلم حسب حبكة المخرج الذي يفاجئنا بأن كل هذه الجرائم كانت برعاية هذه الشخصية الهامة التي تظهر في النهار شخصية سياسية وطنية وفي المساء (تاجر مخدرات) وأسلحة وبيع ذمم ووطن. وأعتقد أن الكثيرين قد لاحظ هذه الموضة. * الجرس الثاني: نعم هذه الموضة السوداوية الظلامية هي موضة العشر سنوات الأخيرة حتى خارج الأوطان وفي المصايف تجدهم يحيطون الأسر والأفراد بحراسة مشددة خوفا عليهم من السرقة أو أمور أخرى. الجرس الثالث: البودي جارد الحارس الملازم لهؤلاء من يحرسه يا ترى أكيد هناك نظام أمني يوفر له الحراسة وكما يقول العامة (حارس حرس حارس) ويا ساتر من مشاعر الخوف من المجهول والأعداء انه شعور (مروع) فعندما يشعر الإنسان حتى في فترات راحته وسفراته بأنه مراقب من أشخاص عدة (بعضهم خوفا عليه) والبعض خوفا منه خاصة المترصدين له لقتله أو خطفه أو سرقة مقتنياته إنها مشاعر بغيضة اسأل الله أن لا يشعر بها أحد مع أن هؤلاء المراقبين والمطوقين بالحراسة حتما ولابد إنهم يشتكون من هذا الخناق المحكم ويتمنون أن ينعموا بالأمان والحرية في تحركاتهم وسكناتهم بل أن البعض منهم يحسدنا على حرية الحياة والحركة ويغبطوننا على هذه الميزة التي يفتقرون لها بالرغم من أن البعض يحسدهم على هذا البرستيج وهذه الحراسة المحاطة بهم بل ويتمنون أن يعيشوا لو يوما واحداً في هذا الجو الهام ليشعروا بأنهم شخصيات هامة والمشكلة أن كلا الطرفين يتمنى تبادل الأدوار ولن يعرف الواحد منهم نعمة ما قسمه الله لهم إلا بعد أن يجربوا المواقع. خاتمة: أعطني حريتي أطلق يديّ!!