قال الضَمِير المُتَكَلِّم : الصحة والتعليم أكبر التحديات التي تواجه الدولة ( أيّ دولة ) في مجال خدماتها لمواطنيها ؛ والتعليم العام في بلادنا كانت وما زالت لديه القدرة على استيعاب الطلاب ؛ وإن كان هناك ملاحظات على البيئة التعليمية من حيث نوعية المدارس ، ومفردات المناهج ، وأساليب عرضها ؛ أما في جانب التعليم الجامعي فكانت المشكلة في استيعاب الطلاب والطالبات ؛ والمحاولات جادة في علاجها خلال الفترة الماضية من خلال إنشاء العديد من الجامعات السعودية ، وبرامج التعليم الأهلي والتعليم الموازي ، وكذلك برامج الابتعاث الداخلي والخارجي. أما في مجال الصحة فالأزمة مازالت قائمة ، بل وتتضخم مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان ؛ فإضافة لضعف الكوادر والتجهيزات ، وكثرة الأخطاء الطبية ؛ المصيبة الأكبر في عدم استيعاب المستشفيات الحكومية للقائمة الطويلة من الانتظار في كافة المناطق ؛ التي معها يصاب المريض بالمضاعفات أو يموت قبل أن يصل إلى محطة الكَشْف أو العملية ؛ أمّا مَن يملكون الاستثناءات في الحصول على أوامر للعلاج داخل المملكة أو خارجها فهم قلة من أهل المحسوبية والواسطة ؛ فماذا يفعل المساكين والفقراء من عامة الناس ؟! وبما أن الأوضاع الصحية الراهنة والمستقبلية القريبة مأساوية وليس فيها بارقة أمل ؛ أعتقد أن الصحة أهم من التعليم ؛ فإذا كان مَن لا يجد مقعداً في الجامعة الحكومية يُبْتَعَث للدراسة في الداخل والخارج على حساب الدولة ؛ بل ومَن بدأ الدراسة على حسابه الشخصي يتم تحويله لبرنامج البِعْثَات ؛ فالواجب أن يتم تحويل جميع المرضى المحتاجين الذين لا تستوعبهم المشَافِي الحكومية آلياً ودون تعقيدات إلى المستشفيات الكبيرة الخاصة في الداخل والخارج ؛ فيتم علاجهم على حساب الدولة دون مِنّة أو الحاجة لِتَسول الاستثناءات أو الأوامر ؛ فصحة المواطن من أولويات الحكومة ، ومن حقوقه في وطنه ؛ فكما أن المواطن عليه واجبات تجاه وطنه فله حقوق وأهمها أن لا يموت في انتظار سَريرٍ في المستشفى !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]